Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 81, Ayat: 15-21)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَلاَ أُقْسِمُ بِٱلْخُنَّسِ } أي : الرواجع من النجوم . من ( خنس ) إذا رجع وتأخر . قال الزمخشري : بينا ترى النجم في آخر البرج ، إذ كرّ راجعاً إلى أوله { ٱلْجَوَارِ } جمع جارية ، من الجري { ٱلْكُنَّسِ } أي : الغيّب التي تدخل في بروجها ، في رأي العين . من ( كنس الوحش ) إذا دخل كناسه وهو بيته المتخذ من أغصان الشجر . فهو في الأصل مجاز بطريق التشبيه ، ثم صار بالغلبة في الاستعمال حقيقة { وَٱللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ } أي : أدبر ولم يبق إلا اليسير ، وذلك وقت السحر { وَٱلصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ } أي : أقبل وتبين . أو هبّ نسيمه اللطيف أو انجابت عنه غمة الليل وكربته . تشبيها بمن نفس عنه كربه . قال الإمام : أقسم الله تعالى بهذه الدراري ليُنوه بشأنها من جهة ما في حركاتها من الدلائل على قدرة مصرفها ومقدرها ، وإرشاد تلك الحركات إلى ما في كونها من بديع الصنع وإحكام النظام ، مع نعتها في القسم بما يبعدها عن مراتب الألوهية ، من الخنوس والكنوس ، تقريعاً لمن خصها بالعبادة واتخذها من دونه أرباباً . وفي الليل إذا أدبر زوال تلك الغمة التي تغمر الأحياء بانسدال الظلمة بعد ما استعادت الأبدان نشاطها وانتعشت من فتورها . وفي الصبح إذا تنفس بشري الأنفس بالحياة الجديدة في النهار الجديد ، تنطلق فيه الإرادات إلى تحصيل الرغبات وسد الحاجات والاستدراك والاستعداد لما هو آت . انتهى . وجواب القسم قوله تعالى : { إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ } يعني : روح القدس الذي ينفث في روعِه صلى الله عليه وسلم وهو جبريل عليه السلام . والضمير : إما للبعث والجزاء ، المفهوم من قوله تعالى : { عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّآ أَحْضَرَتْ } [ التكوير : 14 ] أو للمذكور وهو هذا أو للقرآن { ذِي قُوَّةٍ } أي : على تحمل أعباء الرسالة ، وعلى كل ما يؤمر به ، كما تقدم في قوله تعالى : { شَدِيدُ ٱلْقُوَىٰ } [ النجم : 5 ] { عِندَ ذِي ٱلْعَرْشِ مَكِينٍ } أي : صاحب مكانة وشرف ومنزلة لديه تعالى : { مُّطَاعٍ ثَمَّ } أي : في الملأ الأعلى { أَمِينٍ } أي : على وحيه تعالى ورسالته .