Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 82, Ayat: 1-5)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنفَطَرَتْ } أي : انشقت كما في آية : { وَيَوْمَ تَشَقَّقُ ٱلسَّمَآءُ بِٱلْغَمَامِ } [ الفرقان : 25 ] { وَإِذَا ٱلْكَوَاكِبُ ٱنتَثَرَتْ } أي : تساقطت . والانتثار استعارة لإزالة الكواكب ، حيث شبهت بجواهر قُطِعَ سلكها . وهي مصرحة أو مكنية { وَإِذَا ٱلْبِحَارُ فُجِّرَتْ } أي : فتح بعضها إلى بعض ، لزوال الحاجز بزلزلة الأرض وارتجافها { وَإِذَا ٱلْقُبُورُ بُعْثِرَتْ } أي : بحثت وأخرج موتاها . قال الشهاب : يعني : أزيل التراب التي ملئت به ، وكان حتى على موتاها فانفتحت وخرج من دفن فيها . وهذا معنى البعثرة . وحقيقتها تبديد التراب أو نحوه . وهو إنما يكون لإخراج شيء تحته فقد يذكر ويراد معناه ولازمه معاً ، كما هنا . وقد يتجوّز به عن البعث والإخراج كما في سورة العاديات . والفارق بينهما أنه أسند هنا للقبور فكان على حقيقته . وثَمّّ لما فيها ، فكانت مجازاً عما ذكر . ثم قال : وذهب بعض الأئمة كالزمخشري والسهيليّ إلى أنه مركب من كلمتين اختصاراً . ومثله كثير في لغة العرب ويسمى نحتاً . وأصله : ( بعث ) و ( أثير ) أي : حرك وأخرج . وله نظائر كبسمل ، وحوقل ، ودمعز . أي قال بسم الله ولا حول ولا قوة إلا بالله . وأدام اللهُ عزه . فعلى هذا يكون معناه النبش والإخراج معاً . ولا يرد عليه أن الراء ليست من أحرف الزيادة ، كما توهمه أبو حيان ، فإنه فرق بين التركيب والنحت من كلمتين ، والزيادة على بعض الحروف الأصول من كلمة واحدة ، كما فصله في ( المزهر ) نقلاً عن أئمة اللغة . { عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ } أي : لذلك اليوم من عمل صالح أو سيئ { وَأَخَّرَتْ } أي : تركت من خير أو شر ، أو المعنى : ما قدمت من عمل طيب لم تقصر فيه ، وما أخرت أي قصرت فيه . والمراد بالعلم بالتقديم والتأخير ، وجدان الجزاء عليهما ، وتحقق مصداق الوعد عليهما .