Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 82, Ayat: 9-12)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِٱلدِّينِ } قال الإمام : أي لا شيء يغرك ويخدعك . بل إن سعة عطاء ربك وحكمته في كرمه ، تدلك وتوحي إلى نفسك أنك مبعوث في يوم آخر ، لثواب أو عقاب . وإنما الذي يقع منك أيها الإنسان ، هو العناد والتكذيب بالدين . أي الجزاء ، أي الانصراف عمدا وعنادا عما يدعو إليه الشعور الأول ، وعن الدليل الذي تقيمه الرسل ، والحجة التي يأتي بها الأنبياء . مع أن الله تعالى لم يترك عملا من أعمالك إلا حفظه وأحصاه عليك حتى يوفيك جزاءه ، كما قال : { وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ } أي : رقباء يحفظون أعمالكم ويحصونها عليكم { كِرَاماً كَاتِبِينَ } أي : يكتبون ما تقولون . { يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ } أي : من خير أو شر . أي يحصونه عليكم ، فلا يغفلون ولا ينسون قال الرازي : إن الله تعالى أجرى أموره مع عباده على ما يتعاملون به فيما بينهم ؛ لأن ذلك أبلغ في تقرير المعنى عندهم . ولما كان الأبلغ عندهم في المحاسبة إخراج كتاب بشهود ، خوطبوا بمثل هذا فيما يحاسبون به يوم القيامة . فيخرج لهم كتب منشورة ، ويحضر هناك ملائكة يشهدون عليهم ، كما يشهد عدول السلطان على من يعصيه ويخالف أمره . فيقولون له : أعطاك الملك كذا وكذا ، وفعل بك كذا وكذا ، ثم قد خالفته وفعلت كذا وكذا . فكذا ها هنا . والله أعلم بحقيقة ذلك . انتهى . ولا يخفى أن الحفظة الكرام وعملهم ، من الغيب الذي لا يمكن اكتناهه . فيجب الإيمان به كما ورد . مع تفويض كنهه إلى بارئه تعالى . ومن الفضول في العلم التوسع فيما لا يدرك بالنظر وتسويد وجوه الصحف بها . وبالله سبحانه التوفيق .