Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 84, Ayat: 16-21)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَلاَ أُقْسِمُ بِٱلشَّفَقِ } وهي الحمرة في الأفق من ناحية مغرب الشمس { وَٱللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ } أي : جمع وضمَّ مما سكن وهدأ فيه من ذي روح كان يطير أو يدب نهاراً كذا قال ابن جرير ، والأظهر : أن يكون إشارة إلى الأشياء كلها ، لاشتمال الليل عليها . فكأنه تعالى أقسم بجميع المخلوقات كما قال : { فَلاَ أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لاَ تُبْصِرُونَ } [ الحاقة : 38 - 39 ] . { وَٱلْقَمَرِ إِذَا ٱتَّسَقَ } أي : اجتمع وتم نوره وصار كاملاً { لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبقٍ } أي : حالاً بعد حال . والمعني بالحال الأولى البعث للجزاء على الأعمال . وبالثانية الحياة الأولى . وفيه تنبيه على مطابقة كل واحدة لأختها . فإن الحياة الثانية تماثل الأولى وتطابقها من حيث الحس والإدراك والألم واللذة ، وإن خفي اكتناهها . وجوز أن يكون { طَبَقاً } جمع طبقة وهي المرتبة . أي لتركبن مراتب شديدة مجاوزة عن مراتب وطبقات ، وأطواراً مرتبة بالموت وما بعده من مواطن البعث والنشور . قال الشهاب : الطبق معناه ما طابق غيره مطلقاً في الأصل ، ثم إنه خص بما ذكر ، وهو الحال المطابقة أو مراتب الشدة المتعاقبة . و { عَنِ } للمجاوزة أو بمعنى ( بعد ) . والبعدية والمجاوزة متقاربان ، لكنه ظاهر في الثاني { فَمَا لَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } أي : بهذا الحديث . وقد أقام لهم الحجة على التوحيد والبعث { وَإِذَا قُرِىءَ عَلَيْهِمُ ٱلْقُرْآنُ لاَ يَسْجُدُونَ } أي : لا يَخضعون ولا يستكينون ولا ينقادون . قال في ( الإكليل ) : وقد استدل به على مشروعية سجدة التلاوة .