Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 84, Ayat: 22-25)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُكَذِّبُونَ } أي : بآيات الله وتنزيله ، المبين لما ذكر من أحوال القيامة ، وأهوالها ، مع تحقيق موجبات تصديقه ، والإضراب عن محذوف تقديره كما قال الإمام ، لا تظن أن قرع القرآن لم يكسر أغلاق قلوبهم ، ولم يبلغ صوته أعماق ضمائرهم . بلى ، قد بلغ وأقنع فيما بلغ . ولكن العناد هو الذي يمنعهم عن الإيمان ، ويصدهم عن الإذعان ، فليس منشأ التكذيب قصور الدليل . وإنما هو تقصير المستدل وإعراضه عن هدايته ، فالإضراب يرمي إلى محذوف من القول يدل عليه السابق واللاحق { وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ } أي : بما يسرون في صدورهم من حقية التنزيل ، وإن أخفوه عناداً . أو بما يضمرون من البغي والمكر ، فسيجزيهم عليه . ولذا قال : { فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } أي : جزاء على تكذيبهم وإعراضهم وبغيهم { إِلاَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ } أي : غير مقطوع أو غير ممنون به عليهم . والاستثناء منقطع أو متصل ، على أن المراد بمن آمن من أسلم منهم فآمنوا باعتبار ما مضى أو بمعنى ( يؤمنون ) وكونه منقطعاً أظهر لمجيء { لَهُمْ أَجْرٌ } بغير فاء . والله أعلم .