Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 86, Ayat: 1-4)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَٱلسَّمَآءِ وَٱلطَّارِقِ * وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلطَّارِقُ * ٱلنَّجْمُ ٱلثَّاقِبُ } أي : المضيء . كأنه يثقب ظلمة الليل وينفذ فيه ، فيبصر بنوره ويهتدي به . وسمي طارقاً لأنه يطرق ليلا . أي يبدو فيه . قال الشهاب : الطارق من ( الطرق ) وأصل معناه الضرب بوقعٍ وشدة يسمع لها صوت . ومنه المطرقة والطريق ؛ لأن السابلة تطرقها . ثم صار في عرف اللغة اسما لسالك الطريق ، لتصور أنه يطرقها بقدمه . واشتهر فيه حتى صار حقيقة . وتسمية الآتي ليلاً ( طارقاً ) لأنه في الأكثر يجد الأبواب مغلقة فيطرقها . والتعريف في { ٱلنَّجْمُ } للجنس . وأصل معنى ( الثقب ) الخرق . فالثاقب : الخارق . ثم صار بمعنى : المضيء ، لتصور أنه ثقب الظلام أو الفلك . وفي إبهامه ثم تفسيره ، تفخيم لشأنه وتنبيه على الاعتبار والاستدلال به . { إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ } أي : مهيمن عليها رقيب . وهو الله تعالى ، كما في آية : { وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيباً } [ الأحزاب : 52 ] فيحصي عليها ما تكسب من خير أو شر ، وقد قرئ { لَّمَّا } بالتخفيف فـ { إِن } مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن - و { كُلُّ نَفْسٍ } مبتدأ و { عَلَيْهَا حَافِظٌ } خبره . و ( ما ) صلة واللام هي الفارقة . وقرئ { لَّمَّا } بالتشديد على أنها بمعنى ( إلا ) الاستثنائية و { إِن } نافية والخبر محذوف . أي ما كل نفس كائنة في حال من الأحوال ، إلا في حال أن يكون عليها حافظ ورقيب . و { كُلُّ } على هذا مؤكدة لأن ( نفس ) حينئذ نكرة في سياق النفي ، فتعم . قال ابن جرير : والقراءة التي لا أختار غيرها في ذلك ، التخفيف . لأن ذلك هو الكلام المعروف من كلام العرب ، وقد أنكر التشديد جماعة من أهل المعرفة بكلام العرب . غير أن الفَرَّاء كان يرى أنها لغة في هُذَيل . يجعلون ( إلا ) مع ( إن ) المخففة لما . فإن كان صحيحاً ما ذكر الفراء فالقراءة بها جائزة صحيحة . وإن كان الاختيار مع ذلك قراءة التخفيف ؛ لأن ذلك هو المعروف من كلام العرب . ولا ينبغي أن يترك الأعرف إلى الأنكر . انتهى . وقد صحح غير واحد ثبوتها . وبها قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة . واستشهد ابن هشام لها في ( المغني ) فراجعه .