Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 115-116)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّىٰ يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ } هذا من تتمة ما تقدم من تأكد مباينة المشركين ، والبراءة منهم ، وترك الإستغفار لهم ، وذلك لأنهم حقت عليهم الكلمة ، حيث قامت عليهم الحجة بإبلاغ الرسول إليهم ما يتقون ، ودلالته إياهم على الصراط السوّي فضلّوا عنه ، فأضلهم الله ، واستحقوا عقابه . وقوله تعالى : { إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } تعليل لما سبق ، أي أنه تعالى عليم بجميع الأشياء التي من جملتها حاجتهم إلى بيان قبح ما لا يستقل العقل بمعرفته ، فبين لهم ذلك ، كما فعل هنا . { إِنَّ ٱللَّهَ لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ يُحْيِـي وَيُمِيتُ وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ } تقوية لما تقدم من التبرؤ منهم ، وإرشاد للمؤمنين بأن يتكلوا على ربهم ، ولا يرهبوا من أولئك ، فإنه إذا كان ناصرهم فلا يضرهم كيدهم ، وتنبيه على لزوم امتثال أمره ، والانقياد لحكمته ، والتوجه إليه وحده ، إذ لا يتأتى لهم ولاية ولا نصر إلا منه تعالى . تنبيه وقف كثير من المفسرين بالآية هنا ، أعني قوله تعالى : { وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً … } الآية ، على ما روي في الآية قبلها ، من نزولها في استغفار وقع من المؤمنين للمشركين ، فربطوا هذه الآية بتلك ، على الرواية المذكورة ، ونزَّلوها على المؤمنين ، فقالوا : { وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً } أي : ليحكم عليهم باستغفارهم للمشركين بالضلال بعد إذ هداهم بالنبوة والإيمان ، حتى يتقدم إليكم بالنهي عنه ، فتتركوا ، فأما إذا لم يبين فلا ضلال ، إلى آخر ما قالوه … وما أبعده من تفسير وتأويل : الرازيّ ذكره وجهاً ، وأشفعه بما اعتمدناه ، وهو الحق .