Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 73-73)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ جَاهِدِ ٱلْكُفَّارَ وَٱلْمُنَافِقِينَ } قيل : مجاهدة المنافقين بالحجة لا بالسيف . قال في ( العناية ) : ظاهر الآية يقتضي مقاتلة المنافقين ، وهم غير مظهرين للكفر ، ونحن مأمورون بالظاهر ، فلذا فسر الآية السلفُ بما يدفع ذلك ، بناء على أن الجهاد بذل الجهد في دفع ما لا يرضى ، سواء كان بالقتال أو بغيره ، وهو إن كان حقيقة فظاهر ، وإلا حمل على عموم المجاز ، فجهاز الكفار بالسيف ، وجهاد المنافقين بإلزامهم الحجج ، وإزالة الشبه ونحوه ، أو بإقامة الحدود عليهم ، إذا صدر منهم موجبها ، كما روي عن الحسن في الآية . وقيل عليه بأن إقامتها واجبة على غيرهم أيضاً ، وأجيب بأنها في زمنه صلى الله عليه وسلم أكثر ما صدرت عنهم . انتهى . قال ابن العربيّ : هذه دعوى لا برهان عليها ، وليس العاصي بمنافق ، إنما المنافق بما يكون في قلبه من النفاق كامناً ، لا بما تتلبس به الجوارح ظاهراً ، وأخبار المحدودين يشهد سياقها أنهم لم يكونوا منافقين . وقال ابن كثير : روي عن عليّ رضي الله عنه قال : بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربعة أسياف ، سيف للمشركين : { فَإِذَا ٱنسَلَخَ ٱلأَشْهُرُ ٱلْحُرُمُ فَٱقْتُلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ } [ التوبة : 5 ] ، وسيف للكفار أهل الكتاب : { قَاتِلُواْ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ … } الآية [ التوبة : 29 ] ، وسيف للمنافقين : { جَاهِدِ ٱلْكُفَّارَ وَٱلْمُنَافِقِينَ } [ التوبة : 73 ] ، وسيف للبغاة : { فَقَاتِلُواْ ٱلَّتِي تَبْغِي } [ الحجرات : 9 ] - وهذا يقتضي أنهم يجاهدون بالسيوف إذا أظهروا النفاق ، وهو اختيار ابن جرير . انتهى . وفي ( الإكليل ) : استدل بالآية من قال بقتل المنافقين . انتهى . { وَٱغْلُظْ عَلَيْهِمْ } أي : اشدد على كلا الفريقين بالقول والفعل { وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ } .