Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 85-85)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَٰلُهُمْ وَأَوْلَـٰدُهُمْ } أي : لأنه لم يرد الله الإِنعام عليهم بها ، ليدل على رضاه عنهم ، بل الانتقام منهم ، قال : { إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي ٱلدُّنْيَا } أي : بالمشقة في تحصيلها وحفظها والحزن عليها { وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَٰفِرُونَ } أي : فيموتوا كافرين غافلين عن التدبر في العواقب . وقد تقدمت الآية في هذه السورة مع تغاير في ألفاظها . قال الزمخشريّ : أعيد قوله : { وَلاَ تُعْجِبْكَ } ؛ لأن تجدد النزول له شأن في تقرير ما نزل وتأكيده ، وإِرادة أن يكون على بالٍ من المخاطب لا ينساه ، ولا يسهو عنه ، وأن يعتقد أن العمل به مهم ، يفتقر إلى فضل عناية به ، لا سيما إذا تراخى ما بين النزولين ، أشبه الشيءَ الذي أهم صاحبه ، فهو يرجع إليه في أثناء حديثه ، ويتخلص إليه ، وإنما أعيد هذا المعنى لقوته فيما يجب أن يحذر منه . انتهى . وقال الفارسيّ : ليست للتأكيد ؛ لأن تيك في قوم ، وهذه في آخرين . وقد تغاير نطقها ، فهنا : { وَلاَ } ، بالواو لمناسبة عطف نهي على نهي قبله في قوله : { وَلاَ تُصَلِّ … } الخ فناسب الواو ، وهناك بالفاء ، لمناسبة التعقيب لقوله قبله : { وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ } [ التوبة : 54 ] أي : للإنفاق . فهم معجبون بكثرة الأموال والأولاد ، فنهى عن الإعجاب المتعقب له . وهنا : { وَأَوْلَـٰدُهُمْ } ، دون ( لا ) ؛ لأنه نهي عن الإعجاب بهما مجتمعين ، وهناك بزيادة ( لا ) ؛ لأنه نهي كل واحدٍ واحدٍ ، فدل مجموع الآيتين على النهي عن الإعجاب بهما مجتمعين ومنفردين ، وهنا { أَن يُعَذِّبَهُمْ } وهناك { لِيُعَذِّبَهُمْ } بلام التعليل . وحذف المفعول ، أي : إنما يريد اختيارهم بالأموال والأولاد ، وهنا المراد التعذيب ، فقد اختلف متعلق الإرادة فيهما ظاهراً ، وهناك : { فِي ٱلْحَيَٰوةِ ٱلدُّنْيَا } ، وهنا { فِي ٱلدُّنْيَا } ، تنبيهاً على أن حياتهم كَلا حياة فيها ، وناسب ذكرها بعد الموت ، فكأنهم أموات أبداًَ . انتهى .