Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 86-87)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَإِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُواْ بِٱللَّهِ وَجَاهِدُواْ مَعَ رَسُولِهِ ٱسْتَأْذَنَكَ أُوْلُواْ ٱلطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُواْ ذَرْنَا نَكُنْ مَّعَ ٱلْقَاعِدِينَ } . { رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ ٱلْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ } إنكار وذم للمتخلفين عن الجهاد ، الناكلين عنه ، مع وجود الطول الذي هو الفضل والسعة ، وإخبار بسوء صنيعهم ، إذ رضوا بالعار والقعود مع الخوالف ، لحفظ البيوت ، وهن النساء ، وذلك لإيثارهم حب المال على حب الله ، وأنه بسبب ذلك { وَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ } أي : ختم عليها ، { فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ } ، أي : ما في حب الله والتقرب إليه بالجهاد من الفوز والسعادة ، وما في التخلف من الشقاء والهلاك . فوائد الأولى : قال الزمخشريّ : يجوز أن يراد السورة بتمامها ، وأن يراد بعضها ، في قوله : { وَإِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ } كما يقع ( القرآن ) و ( الكتاب ) على كله وعلى بعضه . وقيل : هي ( براءة ) ؛ لأن فيها الأمر بالإيمان والجهاد . انتهى . وقيل : المراد كل سورة ذكر فيها الإيمان والجهاد . وقال الشهاب : وهذا أولى وأفيد ؛ لأن استئذانهم عند نزول آيات براءة علم مما مرَّ . وقد قيل : إن { إِذَآ } تفيد التكرار بقرينة المقام لا بالوضع ، وفيه كلام مبسوط في محله . الثانية : إِنما خص ذوي الطَّول ، لأنهم المذمومون ، وهم من له قدرة مالية ، ويعلم منه البدنية أيضاً بالقياس . الثالثة : الخوالف : جمع ( خالفة ) ، وهي المرأة المتخلفة عن أعمال الرجال ، والمراد ذمهم وإِلحاقهم بالنساء ، كما قال : @ كُتِبَ القتلُ والقِتالُ علينا وعلى الغانيَات جرُّ الذيولِ @@ والخالفة تكون بمعنى من لا خير فيه ، والتاء فيه للنقل للإسمية ، فإن أريد هاهنا ، فالمقصود من لا فائدة فيه للجهاد . وجمع على فواعل على الوجهين : أما الأول فظاهر ، وأما الثاني فلتأنيث لفظه ؛ لأن ( فاعلاً ) لا يجمع على ( فواعل ) في العقلاء الذكور ، إلا شذوذاً ، كنواكس ، أفاده الشهاب . ثم بيّن تعالى ما للمؤمنين من الثناء الحسن ، والمثوبة الحسنى ضد أولئك ، بقوله سبحانه : { لَـٰكِنِ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ … } .