Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 106-110)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى { مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ } أي نبدل حكمها ونثبت خطها { أَوْ نُنسِهَا } قال قتادة يعني ننسها رسوله وقد نسي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض ما كان نزل من القرآن فلم يثبت في القرآن . قال يحيى وتقرأ أو ننسأها مهموزة أي نؤخرها فلم تثبت في القرآن { نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا } يقول هذه الآية الناسخة خير في زماننا هذا لأهلها وتلك الأولى المنسوخة خير لأهلها في ذلك الزمان وهي مثلها بعد في حقها وصدقها { أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } فهو يحكم فيهما بما يريد { وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ } يمنعكم إن أراد بكم عذابا قال محمد قوله { أَلَمْ تَعْلَمْ } لفظ { أَلَمْ } ها هنا لفظ الاستفهام ومعناه التوقيف والتقرير ومعنى الآية أن الله عز وجل يملك السموات والأرض ومن فيهن فهو أعلم بوجه الصلاح فيما يتعبدهم به من ناسخ ومنسوخ وغير ذلك . قوله تعالى { أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْأَلُواْ رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَىٰ مِن قَبْلُ } قال قتادة كان الذي سألوا موسى أن قالوا { أَرِنَا ٱللَّهَ جَهْرَةً } [ النساء : 153 ] { وَمَن يَتَبَدَّلِ ٱلْكُفْرَ بِٱلإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ } [ أي سواء ] الطريق . قوله تعالى { وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ } يعني من لم يؤمن منهم { لَوْ يَرُدُّونَكُم مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ } يعني أن محمدا رسول الله وأن دينه الحق { فَٱعْفُواْ وَٱصْفَحُواْ } قال محمد قوله تعالى { حَسَداً مِّنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ } المعنى أن كتابهم أمرهم بما هم عليه من الشرك وبين ذلك قوله تعالى { مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلْحَقُّ فَٱعْفُواْ وَٱصْفَحُواْ حَتَّىٰ يَأْتِيَ ٱللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } قال قتادة كانت هذه الآية قبل أن يؤمروا بقتال أهل الكتاب ثم أنزل الله بعد ذلك سورة براءة وأتى فيها بأمره وقضائه وهو { قَاتِلُواْ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ … } الآية [ التوبة : 29 ] .