Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 216-220)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلْقِتَالُ } أي فرض عليكم { وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ } قال الكلبي كان هذا حين كان الجهاد فريضة { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } قال الكلبي علم أنه سيكون فيهم من يقاتل في سبيل الله فيستشهد قال محمد { كُرْهٌ لَّكُمْ } معناه مشقة لكم لا أن المؤمنين يكرهون فرض ويقال كرهت الشيء كرها وكرها وكراهة والقراءة كره بالضم وتأويله ذو كره لكم . { يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلشَّهْرِ ٱلْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ } تفسير مجاهد قال أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا في سرية فمر بابن الحضرمي يحمل خمرا من الطائف إلى مكة فرماه بسهم فقتله وكان بين النبي عليه السلام وبين قريش عهد فقتله آخر ليلة من جمادى الآخرة وأول ليلة من رجب فقالت قريش أفي الشهر الحرام ولنا عهد فأنزل الله { يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلشَّهْرِ ٱلْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ } أي بالله { وَٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ } أي وصد عن المسجد الحرام { وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ } يعني النبي عليه السلام وأصحابه أخرجهم المشركون من المسجد كل هذا { أَكْبَرُ عِندَ ٱللَّهِ } من قتل ابن الحضرمي { وَٱلْفِتْنَةُ } يعني الشرك { أَكْبَرُ مِنَ ٱلْقَتْلِ } . قال يحيى وكان هذا قبل أن يؤمر بقتالهم عامة . قال محمد قوله تعالى { يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلشَّهْرِ ٱلْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ } مخفوض على البدل من الشهر الحرام المعنى ويسألونك عن قتال في الشهر الحرام وقوله { قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ } قتال مرفوع بالابتداء و كبير خبره { وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِن اسْتَطَاعُواْ } أي ولن يستطيعوا { وَمَن يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلـٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ } أي بطلت . { إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أُوْلـٰئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ ٱللَّهِ } أي يطمعون في رحمة الله يعني الجنة قال الحسن وهو على الإيجاب يقول يفعل ذلك بهم وقال قتادة ذكر في الآية الأولى قصة قتل ابن الحضرمي وما قال المشركون وما أنزل الله في ذلك ثم أثنى الله على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الثناء فقال : { إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ } . { يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلْخَمْرِ وَٱلْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَآ إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَٰفِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا } الميسر القمار كله وقوله { فِيهِمَآ إِثْمٌ كَبِيرٌ } كانوا إذا شربوا الخمر فسكروا عدا بعضهم على بعض وكانوا يتقامرون حتى لا يبقى لأحدهم شيء فكان يورث ذلك بينهم عداوة وقوله { وَمَنَٰفِعُ لِلنَّاسِ } ما كانوا ينتفعون به من شربها وبيعها ومن القمار قبل أن يحرمهما الله قال قتادة ذمها الله في هذه الآية ولم يحرمها لما أراد أن يبلغ بها من المدة وهي يومئذ لهم حلال ثم أنزل الله بعد ذلك آية هي أشد منها { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ ٱلصَّلَٰوةَ وَأَنْتُمْ سُكَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ } [ النساء : 43 ] فكانوا يشربونها حتى إذا حضرت الصلاة أمسكوا وكان السكر عليهم فيها حراما وأحل لهم ما خلا ذلك فذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال لما نزلت هذه الآية إن الله قد تقرب في تحريم هذه الخمر ثم أنزل الله تحريمها في سورة المائدة فقال { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا ٱلْخَمْرُ وَٱلْمَيْسِرُ وَٱلأَنصَابُ وَٱلأَزْلاَمُ } إلى قوله { فَهَلْ أَنْتُمْ مُّنتَهُونَ } [ المائدة : 90 - 91 ] فجاء تحريمها في هذه الآية قليلها وكثيرها . قوله تعالى { وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ } يعني الصدقة { قُلِ ٱلْعَفْوَ } تفسير الحسن يعني ما فضل عن نفقتك أو نفقة عيالك . قال يحيى وكان هذا قبل أن تنزل آية الزكاة قال محمد قوله { ٱلْعَفْوَ } من قرأها بالنصب فعلى معنى قل أنفقوا العفو ومن قرأها بالرفع فعلى معنى الذي ينفقون العفو والعفو في اللغة ل الفضل والكثرة يقال قد عفا القوم إذا كثروا . يحيى عن أبي الأشهب عن الحسن عن النبي عليه السلام قال : " إن خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى وابدأ بمن تعول واليد العليا خير من اليد السفلى ولا يلوم الله على الكفاف " . قوله تعالى { كَذٰلِكَ يُبيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلأيَٰتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ * فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ } تفسير قتادة أي أن الدنيا دار بلاء وفناء وأن الآخرة دار جزاء وبقاء { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلْيَتَامَىٰ قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ … } الآية تفسير قتادة لما نزلت هذه الآية { وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ ٱلْيَتِيمِ إِلاَّ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ } [ الاسراء : 34 ] اشتدت عليهم فكانوا لا يخالطونهم في مطعم ولا نحوه فأنزل الله بعد ذلك { وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ ٱلْمُفْسِدَ مِنَ ٱلْمُصْلِحِ } فرخص الله لهم { وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لأَعْنَتَكُمْ } أي لترككم في المنزلة الأولى لا تخالطونهم فكان ذلك عليكم عنتا شديدا والعنت الضيق قال محمد قوله { فَإِخْوَانُكُمْ } القراءة بالرفع على معنى فهم إخوانكم .