Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 28-30)
Tafsir: Baḥr al-ʿulūm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً } وهذا كله في يوم نجمعهم جميعاً . يعني الكفار وآلهتهم { ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ } يعني قفوا أنتم وآلهتكم . ويقال الرؤساء والأتباع { فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ } يعني ميزنا وفرقنا بين المشركين وبين آلهتهم . وأصله في اللغة من زال يزول . وأزلته وزيلته بمعنى واحد . ويقال فرقنا بينهم من التواصل والألفة ، يعني بين الرؤساء والأتباع . ويقال يأمر الله تعالى أن تلحق كل أمة بما كانوا يعبدون من دون الله فيتفرق أهل الملل ، وذلك قوله { فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ } يعني بين أهل الشرك وأهل الإسلام " ثم قال للمشركين ماذا كنتم تعبدون فينكرون ويحلفون ثم يقرون بعدما يختم على أفواههم وتشد أعضاؤهم أنهم كانوا يعبدون الأصنام " { وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ } يعني : آلهتهم لمن عبدها { مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ } في الدنيا بأمرنا ، ولا نعلم بعبادتكم إيانا ولم تكن فينا روح فنعقل عبادتكم إيانا . فيقول من عبدها قد عبدناكم وأمرتمونا فأطعناكم فقالت الآلهة { فَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً } يعني عالماً { بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَـٰفِلِينَ } يعني : ولم نعلم أنكم تعبدوننا والفائدة في إحضار الأصنام أن يظهر عند المشركين ضعف معبودهم فيزيدهم حسرة على ذاك ثم قال تعالى : { هُنَالِكَ تَبْلُواْ كُلُّ نَفْسٍ } قرأ حمزة والكسائي " تَتْلُواْ " بالتاءين ، يعني عند ذلك نقرأ كل نفس ، برة أو فاجرة { مَّا أَسْلَفَتْ } يعني : ما عملت من خير أو شر وهذا قوله { يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَـٰمِهِمْ } [ الإسراء : 71 ] ويقال تتلو يعني تتبع كقوله { وَٱلْقَمَرِ إِذَا تَلـٰهَا } [ الشمس : 2 ] يعني تبعها ، والباقون تَبْلُو بالتاء والباء يعني عند ذلك تجد . ويقال تظهر . كقوله { يَوْمَ تُبْلَىٰ ٱلسَّرَآئِرُ } [ الطارق : 9 ] وقال القتبي أي يختبر . ثم قال { وَرُدُّواْ إِلَى ٱللَّهِ مَوْلَـٰهُمُ ٱلْحَقُّ } يعني رجعوا في الآخرة إلى الله مولاهم الحق { وَضَلَّ عَنْهُم } يعني : اشتغل عنهم آلهتهم بأنفسها { مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } يعني : يختلقون من الأوثان فلا يكون لهم شفاعة . ويقال بطل افتراؤهم واضمحل .