Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 53-58)

Tafsir: Baḥr al-ʿulūm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ } قال قتادة ومقاتل ، وذلك أن حيي بن أخطب حين قدم مكة قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - أحق هذا العذاب ؟ قال الله تعالى لنبيه - صلى الله عليه وسلم - { قُلْ إِى وَرَبِّى } يعني إي والله إنَّه لكائن ، ويقال معناه ويسألونك عن البعث أحق هو ؟ ويسألونك عن دينك أحق هو ؟ { قُلْ إِى وَرَبّى } يعني قل يا محمد نعم { إِنَّهُ لَحَقٌّ } يعني العذاب " نازل بكم إن لم تؤمنوا " { وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ } بفائتين من العذاب حتى يخزيكم به . ثم أخبر عن حالهم حين نزل بهم العذاب فقال تعالى { وَلَوْ أَنَّ لِكُلّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ } يعني كفرت وأشركت بالله تعالى لو كان لها { مَا فِى ٱلأرْضِ لاَفْتَدَتْ بِهِ } يعني النفس لافتدت من سوء العذاب ولا يقبل منها { وَأَسَرُّواْ ٱلنَّدَامَةَ } يعني أخفوا الندامة . يعني القادة من السفلة { لَمَّا رَأَوُاْ ٱْلَعَذَابَ } حين نزل بهم العذاب { وَقُضِىَ بَيْنَهُمْ بِٱلْقِسْطِ } بين القادة والسفلة بالعدل . ويقال قضي بينهم . يعني بين الخلق بالعدل فيعطى ثوابهم على قدر أعمالهم . ويقال يقضى بين الكفار بالعدل وبين المؤمنين بالفضل . ثم قال { وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } يعني : لا ينقصون من ثواب أعمالهم شيئاً . ثم بيَّن استغناءه عن عبادة ( الخلق ) وقدرته عليهم فقال { أَلا إِنَّ للَّهِ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضِ } يعني كلهم عبيده وإماؤه وهو قادر عليهم ، ويقال كل شيء يدل على توحيده وأن له صانعاً { أَلاَ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ } يعني البعث بعد الموت هو كائن { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } يعني : لا يصدقون به ثم قال تعالى { هُوَ يُحْىِ وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } في الآخرة فيجازيكم بأعمالكم . قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا ٱلنَّاسُ } يعني يا أهل مكة . ويقال جميع الناس { قَدْ جَاءتْكُمْ مَّوْعِظَةٌ مّن رَّبِّكُمْ } يعني نهياً من ربكم عن الشرك على لسان نبيكم { وَشِفَاءٌ لِمَا فِى ٱلصُّدُورِ } يعني القرآن شفاء للقلوب من الشرك ويقال شفاء من العمى لأن فيه بيان الحلال والحرام { وَهُدَىٰ } من الضلالة . ويقال صواباً وبياناً { وَرَحْمَةٌ لّلْمُؤْمِنِينَ } يعني القرآن نعمة الله على المؤمنين ، نعمة من العذاب لمن آمن وعمل بما فيه . قوله تعالى : { قُلْ بِفَضْلِ ٱللَّهِ } يعني قل يا محمد للمؤمنين بفضل الله والإسلام . { وَبِرَحْمَتِهِ } ( القرآن ) وروي عن ابن عباس أنه قال : بفضل الله يعني القرآن . وبرحمته الإسلام ، يعني بنعمته عليكم إذ أكرمكم بالإسلام ، والقرآن . وهكذا قال أبو سعيد الخدري . وقال الضحاك ومجاهد : بفضل الله القرآن وبرحمته الإسلام . وقال مقاتل : بفضل الله الإسلام وبرحمته القرآن ، وعن الحسن مثله . وقال القتبي مثله قوله : { فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ } يعني بالقرآن والإيمان { هُوَ خَيْرٌ مّمَّا يَجْمَعُونَ } من الأموال . قرأ ابن عامر { فَبِذَلِكَ فَلْتَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } بالتاء . كلاهما على معنى المخاطبة وقرأ الباقون ( يجمعون ) بالياء على معنى المغايبة