Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 59-61)

Tafsir: Baḥr al-ʿulūm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَّا أَنزَلَ ٱللَّهُ لَكُمْ مّن رّزْقٍ } في الكتاب ويقال من السماء ، ويقال ما أعطاكم الله من الرزق والحرث والأنعام والبحيرة والسائبة وبَيَّنَ في كتابه تحليلها { فَجَعَلْتُمْ مّنْهُ حَرَامًا وَحَلاَلاً } حراماً على النساء وحلالاً على الرجال { قُلِ ٱللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ } يعني الله عز وجل أمركم بتحريمه وتحليله { أَمْ عَلَى ٱللَّهِ تَفْتَرُونَ } يعني بل على الله تفترون يعني تختلقون على الله كذباً ما لم يقله ولم يأمر به . فقال قل الله أذن لكم ؟ فقالوا بلى أمرنا بها . قال الله تعالى { أَمْ عَلَى ٱللَّهِ تَفْتَرُونَ } بل على الله تختلقون . ثم قال تعالى { وَمَا ظَنُّ ٱلَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ } يعني وما ظنهم حين ينزل بهم العذاب { يَوْمُ ٱلْقِيَـٰمَةِ } وكيف ينجون منه { إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ } لذو مَنٍّ على الناس بتأخير العذاب عنهم { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ } ( نعمة الله تعالى ) عليهم بتأخير العذاب عنهم . قوله تعالى : { وَمَا تَكُونُ فِى شَأْنٍ } أي : وما تكون يا محمد في أمر من الأمور { وَمَا تَتْلُواْ مِنْهُ مِن قُرْآنٍ } وما تقرأ من الله من قرآن مما أوحي إليك . فخاطب النبي - صلى الله عليه وسلم - وخاطب أمته أيضاً فقال { وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً } يعني عالماً بكم وبأعمالكم فلا تنسوه . ويقال إلاّ جعل عليكم شاهداً من الملائكة وهم الحفظة { إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ } يعني حين تأخذون في قراءة القرآن . ويقال حين تخوضون فيه { وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ } قرأ الكسائي { وَمَا يَعْزِبُ } بكسر الزاي . وقرأ الباقون بالضم وهما لغتان جيدتان . وهكذا ( ذكر عن ) الفراء يعني وما يغيب { عَن رَّبّكَ مِن مّثْقَالِ ذَرَّةٍ } قال الكلبي : وهي النملة الحميراء . وقال مقاتل : أصغر نملة في الأرض . ويقال الذَّر ما يرى في شعاع الشمس . والمثقال عبارة عن الوزن . يعني لا يغيب عنه وزن الذرة { فِي ٱلأرْضِ وَلاَ فِى ٱلسَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذٰلِكَ } يعني ولا أخف من وزن الذرة { وَلا أَكْبَرَ } يعني ولا أثقل من وزن الذرة . ويقال لا أقل منه ولا أعظم { إِلاَّ فِى كِتَـٰبٍ مُّبِينٍ } يعني مكتوباً في اللوح المحفوظ . قرأ حمزة { وَلاَ أَصْغَرُ مِن ذٰلِكَ وَلا أَكْبَرُ } بضم الراءين . ومعناه ولا يغيب عنه أصغر من ذلك ولا أكبر منه . فيصير رفعاً لأنه فاعل . وقرأ الباقون بالنصب ، لأن معناه ولا يغيب عنه بمثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا بمثقال ذرة أصغر من ذلك . فموضعه خفض إلا أنه لا ينصرف . فصار نصباً .