Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 84-89)

Tafsir: Baḥr al-ʿulūm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَـٰهُمْ } يعني وأرسلنا إلى مدين { أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَـٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ } يعني وحدوا الله ( وأطيعوه ) { مَا لَكُم مّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ } يعني ليس لكم رب سواه { وَلاَ تَنقُصُواْ ٱلْمِكْيَالَ وَٱلْمِيزَانَ } في البيع والشراء { إِنّى أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ } يعني بسعة في المال والنعمة { وَإِنّى أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ } يعني : إن لم ترجعوا عن نقصان المكيال والميزان تزول عنكم النعمة والسعة ويصيبكم القحط والشدة وعذاب الآخرة . وقال مجاهد إني أراكم بخير . يعني برخص السعر . { وَيٰقَوْمِ أَوْفُواْ ٱلْمِكْيَالَ وَٱلْمِيزَانَ } يعني أتموا الكيل والوزن { بِٱلْقِسْطِ } يقول بالعدل { وَلاَ تَبْخَسُواْ ٱلنَّاسَ أَشْيَاءهُمْ } يعني لا تنقصوا الناس حقوقهم { وَلاَ تَعْثَوْاْ فِى ٱلأرْضِ مُفْسِدِينَ } يعني لا تسعوا في الأرض بالفساد والمعاصي ونقصان الكيل والوزن . وقال سعيد بن المسيب إذا أتيت أرضاً يوفون المكيال والميزان فأطل المقام بها وإذا أتيت أرضاً ينقصون المكيال والميزان فأقل المقام بها . وقال عكرمة : أشهد أن كل كيال ووزان في النار . قيل له فمن وفى الكيل والوزن قال ليس رجل في المدينة يكيل كما يكتال ولا يزن كما يتزن والله تعالى يقول { وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ } [ المطففين : 1 ] . ثم قال تعالى { بَقِيَّتُ ٱللَّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ } قال ابن عباس : ما أبقى الله لكم من الحلال خير لكم من الحرام { إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } يعني مصدقين فصدقوني فيما أقول لكم . وقال مجاهد بقية الله خير لكم . يعني طاعة الله خير لكم ويقال ( ثواب الله خير لكم في الآخرة ) { وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ } يعني رقيباً ووكيلاً ، وإنما عليَّ البلاغ . { قَالُواْ يٰشُعَيْبُ أَصَلَٰوتُكَ تَأْمُرُكَ } يعني : قال له قومه . قرأ حمزة والكسائي وعاصم في رواية حفص " أصلاتُكَ " بلفظ الوحدان يعني أقراءتك . ويقال أدعاؤك . وقرأ الباقون " أَصَلَواتُكَ " بلفظ الجماعة . يعني أكثرة صلواتك يأمرك { أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ ءابَاؤُنَآ } وكان شعيب كثير الصلاة { أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِيۤ أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ } من نقصان الكيل والوزن { إِنَّكَ لأَنتَ ٱلْحَلِيمُ ٱلرَّشِيدُ } يعني السفيه الضال استهزاء منهم به { قَالَ يَـا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيّنَةٍ مّن رَّبّى } يعني على دين وطاعة وبيان وأتاني رحمة من ربي { وَرَزَقَنِى مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا } يعني بعثني بالرسالة فهداني لدينه ووسع عليَّ من رزقه . وقال الزجاج جواب الشرط ها هنا متروك . المعنى إن كنت على بينة من ربي أتبع الضلال . فترك الجواب لعلم المخاطبين بالمعنى . ثم قال { وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَـٰكُمْ عَنْهُ } يعني : لا أنهاكم عن شيء وأعمل ذلك العمل من نقصان الكيل والوزن . ومعناه أختار لكم ما أختار لنفسي نصيحة لكم وشفقة عليكم { إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ ٱلإِصْلَـٰحَ } يقول ما أريد إلا العدل { مَا ٱسْتَطَعْتُ } يعني ما قدرت يعني لا أترك جهدي في بيان ما فيه مصلحة لكم . ثم قال { وَمَا تَوْفِيقِى إِلاَّ بِٱللَّهِ } ( يعني وما تركي هذه الأشياء ودعوتي إلا بالله ) يعني إلا بتوفيق الله وبأمره { عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ } يعني وثقت به { وَإِلَيْهِ أُنِيبُ } يعين أقبل وأدعو إليه بالطاعة ثم قال تعالى { وَيٰقَوْمِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِى } يعني لا يحملنكم بغضي وعداوتي أن لا تتوبوا إلى ربكم { أَن يُصِيبَكُمْ } يعني : يقع بكم العذاب { مّثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ } يعني مثل عذاب قوم نوح بالغرق { أَوْ قَوْمَ هُودٍ } بالريح { أَوْ قَوْمَ صَـٰلِحٍ } الصيحة . فإن طال عهدكم بهم فاعتبروا بمن هو أقرب منكم وهم قوم لوط فقال { وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مّنكُم بِبَعِيدٍ } يعني كان هلاكهم قريباً منكم ولا يخفى عليكم أمرهم .