Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 90-93)
Tafsir: Baḥr al-ʿulūm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ } يعني وتوبوا إلى الله . { إِنَّ رَبّى رَحِيمٌ } بعباده { وَدُودٌ } يعني : متودد إلى أوليائه بالمغفرة . ويقال محب لأهل طاعته . ويقال الودود بمعنى الواد . قوله تعالى : { قَالُواْ يٰشُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ } يعني لا نعقل ما تدعونا إليه من التوحيد ومن وفاء الكيل والوزن . يعنون إنك تدعونا إلى شيء خلاف ما كنا عليه وآباؤنا { وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا } يعني ومع ذلك أنت ضعيف فينا . وقال مقاتل يعني ذليلاً لا قوة لك ولا حيلة . وقال الكلبي يعني ضرير البصر . ويقال إنه ذهب بصره من كثرة بكائه من خشية الله تعالى . ويقال وحيداً لم يوافقك من عظمائنا أحد { وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَـٰكَ } يعني لولا عشيرتك لقتلناك ، لأنهم كانوا يقتلون رجماً . وقال القتبي : أصل الرجم الرمي . كقوله { وَجَعَلْنَـٰهَا رُجُوماً لِّلشَّيَـٰطِينِ } [ الملك : 5 ] ثم قد يستعار ويوضع موضع الشتم . إذ الشتم رمي . كقوله { لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لأَرْجُمَنَّكَ } [ مريم : 46 ] يعني لأشتمنك ويوضع موضع الظن كقوله { رَجْماً بِٱلْغَيْبِ } [ الكهف : 22 ] أي ظناً . والرجم أيضاً الطرد واللعن . وقيل للشيطان رجيم لأنه طريد يرجم بالكواكب . وقد يوضع الرجم موضع القتل لأنهم كانوا يقتلون بالرجم ولأن ابن آدم قتل أخاه بالحجارة . فلما كان أول القتل رجماً سمي القتل رجماً وإن لم يكن بالحجارة ثم قالوا { وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ } يعني بكريم ويقال بعظيم يعني : لا خطر لك عندنا لولا حرمة عشيرتك . ويقال ما قتلك علينا بشديد ثم { قَالَ } لهم شعيب عليه السلام { يٰقَوْمِ أَرَهْطِى أَعَزُّ عَلَيْكُم مّنَ ٱللَّهِ } يعني حرمة قرابتي أعظم عندكم من حرمة الله تعالى . ويقال خوفكم من عقوبة قرابتي أكبر من خوف الله . ويقال عشيرتي أعظم عليكم من كتاب الله تعالى . ( ومن أمره ) { وَٱتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءكُمْ ظِهْرِيّاً } يقول تركتم أمر الله تعالى وراءكم خلف ظهوركم وتعظمون أمر رهطي وتتركون تعظيم الله تعالى ولا تخافونه وهذا قول الفراء . وقال الزجاج : معناه : اتخذتم أمر الله وراءكم ظهرياً . أي نبذتموه وراء ظهوركم . ( والعرب تقول لكل من لا يعبأ بأمر قد جعل فلان هذا الأمر بظهره . وقال الأخفش وراءكم ظهرياً ) يقول لم تلتفتوا إليه { إِنَّ رَبّى بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ } يعني عالماً بأعمالكم من نقصان الكيل والوزن وغيره والإحاطة هي إدراك الشيء بكماله ثم قال تعالى { وَيٰقَوْمِ ٱعْمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ } يعني اعملوا في هلاكي وفي أمري { إِنّى عَـٰمِلٌ } في أمركم ، والمكانة والمكان بمعنى واحد . ثم قال { سَوْفَ تَعْلَمُونَ } وهذا وعيد لهم { مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ } يعني يهلكه ويهينه { وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ } يعني ستعلمون من هو كاذب . ويقال معناه : من يأتيه عذاب يخزيه ويخزي أمره من هو كاذب على الله ، بأن معه شريكاً { وَٱرْتَقِبُواْ } يعني انتظروا بي العذاب { إِنّى مَعَكُمْ رَقِيبٌ } يعني منتظر بكم العذاب في الدنيا .