Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 77-81)

Tafsir: Baḥr al-ʿulūm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قَالُواْ إِن يَسْرِقْ } يعني : قال إخوة يوسف إن يسرق بنيامين { فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ } يعنون يوسف { فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ } يعني فأضمر الكلمة يوسف { فِى نَفْسِهِ } أي : في قلبه { وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ } يعني : لم يعلن لهم جواباً { قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَّكَاناً } يعني : صنيعاً من يوسف . لأن يوسف سرق الوثن وأنتم تسرقون الصواع وذلك أن يوسف كان سرق صنماً من ذهب من خاله لاوى . وقال قتادة ذكر لنا أنه سرق صنماً كان لجده أب أمه فعيروه بذلك . فقال أنتم شر مكاناً . لأن سرقتكم قد ظهرت وسرقة أخيه لم تظهر إلا بقولكم ولا ندري أنتم صادقون في مقالتكم أم لا . { وَٱللَّهُ أَعْلَمْ بِمَا تَصِفُونَ } يعني بما تقولون . وروى عكرمة عن ابن عباس قال : عوقب يوسف ثلاث مرات حين هَمَّ فسجن . وحين قال { ٱذْكُرْنِى عِندَ رَبّكَ فَلَبِثَ فِى ٱلسّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ } وحين قال { إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ } فردوا عليه وقالوا فقد سرق أخ له من قبل قوله تعالى : { قَالُواْ يا أَيُّهَا ٱلْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيراً } يعني : ضعيفاً حزيناً على ابن له مفقود { فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ } رهناً { إِنَّا نَرَاكَ مِنَ ٱلْمُحْسِنِينَ } إن فعلت ذلك إِلينا فقد أحسنت إلينا الإحسان كله . ويقال إنا نراك من المحسنين . يعني : من أتاك من الآفاق . فأحسن إلينا فـ { قَالَ مَعَاذَ ٱللَّهِ } يعني أعوذ بالله { أَن نَّأْخُذَ } رهناً { إِلاَّ مَن وَجَدْنَا مَتَـٰعَنَا عِندَهُ إِنَّـا إِذًا لَّظَـٰلِمُونَ } لو أخذنا غيره . قوله تعالى : { فَلَمَّا ٱسْتَيْأَسُواْ مِنْهُ } يعني : من بنيامين أن يرد عليهم ( ويقال : أيسوا من الملك أن يقضي حاجتهم ) { خَلَصُواْ نَجِيّاً } يعني اعتزلوا يتناجون بينهم ليس معهم غيرهم { قَالَ كَبِيرُهُمْ } يعني كبيرهم في العقل وهو يهوذا ولم يكن أكبرهم في السن وهذا في رواية الكلبي ومقاتل . وقال مجاهد : كبيرهم أي أعلمهم وهو شمعون وكان رئيسهم . وقال قتادة : كبيرهم في السن روبيل وهو الذي أشار إليهم ألا يقتلوه { أَلَمْ تَعْلَمُواْ أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَّوْثِقًا مّنَ ٱللَّهِ } يعني : عهداً من الله في هذا الغلام ( لَتَأْتُنَّنِي بِهِ ) أي لتردنه إليَّ { وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِى يُوسُفَ } يعني : ما تركتم وضيعتم العهد في أمر يوسف من قبل هذا الغلام { فَلَنْ أَبْرَحَ ٱلأَرْضَ } يعني فلن أزال في أرض مصر { حَتَّىٰ يَأْذَنَ لِى رَبّى } أي حتى يبعث إليَّ أحداً أن آتيه { أَوْ يَحْكُمَ ٱللَّهُ لِى } فيرد علي أخي بنيامين { وَهُوَ خَيْرُ ٱلْحَـٰكِمِينَ } يعني : أعدل العادلين وأقضى القاضين . وروى أسباط عن السدي أنه قال : كان بنو يعقوب إذا غضبوا لن يطاقوا . فغضب روبيل فقال أيها الملك والله لتتركنا أو لأصيحن " صيحة " لا تبقى امرأة حامل إلا ألقت ما في " بطنها " وقامت كل شعرة في جسده فخرجت من ثيابه . وقال ابن عباس كان يهوذا إذا غضب وصاح لم تسمع صوته امرأة حامل إلا وضعت حملها . وتقوم كل شعرة في جسده فلا يسكن حتى يضع بعض آل يعقوب يده عليه فيسكن . فقال يوسف لابن له صغير اذهب وضع يدك عليه ، فذهب ووضع يده عليه فسكن غضبه . فقال : إن في هذا الدار أحداً من آل يعقوب ثم قال لإخوته { ٱرْجِعُواْ إِلَىٰ أَبِيكُمْ } يعني : قال يهوذا : { فَقُولُواْ يأَبَانَا إِنَّ ٱبْنَكَ سَرَقَ } أي سرق الصواع يعني : إناء الملك . وروي عن ابن عباس أنه كان يقرأ " سُرِّقَ " بضم السين وكسر الراء مع التشديد . يعني اتهم بالسرقة { وَمَا شَهِدْنَا إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا } أي وما قلنا إلا ما رأينا حين أخرج من رحله { وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَـٰفِظِينَ } يعني وما كنا نرى أنه سرق . ولو علمنا ما ذهبنا به . ويقال إنا لم نطلع على أنه سرق ولكنهم سرقوه .