Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 42-48)
Tafsir: Baḥr al-ʿulūm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِنَّ عِبَادِى } أي : عبادي الذين لا يطيعونك { لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَـٰنٌ } أي : حجة ولا ملك ولا أسلطك عليهم . كقوله : { إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَىٰ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ } [ النحل : 99 ] ثم قال : { إِلاَّ مَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْغَاوِينَ } أي : من أطاعك من الكافرين ، ويقال : معناه : إنما نفاذ دعوتك ووسوستك لمن اتبعك من المشركين ، ثم بين مصير من اتبعه ومصير من لم يتبعه فقال : { وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ } أي : لمصير من اتبعه { لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ } أي : سبعة منازل { لِكُلّ بَابٍ مّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ } أي : لكل منزل صنف ممن يعذب من الكفار على قدر منزلته من الذنب نصيب معروف ، أسفلها : هاوية . وهي لآل فرعون ولأصحاب المائدة الذين كفروا بعيسى وللمنافقين والزنادقة ، والثانية : لظى وهي منزلة المجوس والثنوية الذين ( قالوا بإلهين ) والثالثة : سقر وهي منزلة المشركين وعبدة الأوثان والرابعة : الجحيم وهي منزلة اليهود الذين كذبوا الرسل وقتلوا أنبياء الله بغير حق والخامسة : الحطمة وهي منزلة النصارى الذين كذبوا محمداً - صلى الله عليه وسلم - وقالوا قولاً عظيماً والسادسة : السعير وهي منزلة الصابئين ومن أعرض عن دين الإسلام وخرج منه والسابعة : جهنم وهي أعلى المنازل وعليها ممر الخلق كلهم وهي منزل أهل الكبائر من المسلمين . وقال ابن عباس في رواية أبي صالح الباب الأول : جهنم والثاني : السعير والثالث : سقر والرابع الجحيم والخامس لظى والسادس الحطمة والسابع الهاوية . وقال بعضهم : جهنم اسم عام يقع على الإدراك كلها . والأول أصح إن جهنم اسم لا يقع على الإدراك . وهكذا روي عن جماعة من الصحابة ثم قال تعالى : { إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِى جَنَّـٰتٍ وَعُيُونٍ } أي : الذين يتقون الشرك والفواحش ويتقون إجابة الشيطان في بساتين وعيون طاهرة { ٱدْخُلُوهَا } أي : الجنة { بِسَلامٍ } يعني : مسلمين آمنين ويقال سالمين ناجين من العذاب { ءامِنِينَ } أي : من الموت والخوف وإبليس والعزل والحوادث والآفات والعاقبة والقطيعة والفراق . قوله : { وَنَزَعْنَا مَا فِى صُدُورِهِم مّنْ غِلّ } أي : من حسد وعداوة كانت بينهم في الدنيا ، ويكونون في الآخرة { إِخْوَانًا } صار نصباً على الحال { عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَـٰبِلِينَ } أي : متزاورين متحدثين . وروى سفيان عن منصور عن إبراهيم أن علياً قال أرجو أن أكون أنا وطلحة والزبير من الذين قال الله فيهم { وَنَزَعْنَا مَا فِى صُدُورِهِم مّنْ غِلّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَـٰبِلِينَ } وروى ربعي بن خراش قال : قال رجل من همدان فقال : يا أمير المؤمنين الله أعدل من ذلك ، فصاح به عليٌ فقال إذا لم نكن نحن فمن هم ؟ ثم قال { لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ } يقول : لا يصيبهم في الجنة تعب ولا مشقة { وَمَا هُمْ مّنْهَا بِمُخْرَجِينَ } أي : من الجنة .