Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 30-33)
Tafsir: Baḥr al-ʿulūm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ثم قال تعالى : { إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ ٱلرّزْقَ لِمَن يَشَاءُ } أي : يوسع الرزق على من يشاء من كان صلاحه في ذلك { وَيَقْدِرُ } أي : يضيق على من يشاء ويقدر لمن يشاء { إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا } من البسط والتقتير ، يعلم صلاح كل واحد من خلقه . قوله : { وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَـٰقٍ } أي : مخافة الفقر { نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْأً كَبِيراً } أي : ذنباً عظيماً . ويقال : ظلماً عظيماً . وروي عن عبد الله بن مسعود أنه قال : " جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله أي الذنب أعظم ؟ قال : « أن تجعل لله نداً وهو خلقك » قال يا رسول الله ثم أي ؟ قال « أن تزني بحليلة جارك » . قال : ثم أي ؟ قال « أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك " قرأ ابن عامر " خَطْأً " بنصب الخاء وجزم الطاء . وقرأ ابن كثير " خِطَاءً " بكسر الخاء وفتح الطاء ومد الألف . وقرأ الباقون " خِطْأً " بكسر الخاء وجزم الطاء بغير مد . يعني : إثماً كبيراً . ويقال خَطِيءَ يَخْطَأُ خِطْأً مثل : أَثم يأْثم إثماً . ومن قرأ بالنصب معناه : إنَّ قتلهم كان غير صواب . يقال : أَخْطَأَ يُخْطِىءُ خَطْأً وإِخْطَاءً وقرأ بعضهم بنصب الخاء والطاء وهي قراءة شاذة . ثم قال : { وَلاَ تَقْرَبُواْ ٱلزّنَىٰ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً } أي : معصية { وَسَاء سَبِيلاً } أي : بئس المسلك ، وروى عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله بن مسعود أنه قال : لا أحد أغير من الله . وبذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن . ولا أحد أحب إليه المدح من الله تعالى . ولذلك مدح نفسه ، ولا أحد أحب إليه العُذْر من الله تعالى ولذلك بعث الرسل وأنزل الكتب . ثم قال تعالى { وَلاَ تَقْتُلُواْ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِى حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ } يعني : إلا بإحدى ثلاث مواضع ، إذا قتل أحداً فيقتص به . أو زنى وهو محصن فيرجم . أو يرتد فيقتل . { وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيّهِ سُلْطَـٰناً } أي : سبيلاً وحجة عليه إن شاء قتله وإن شاء عفا عنه وإن شاء أخذ الدية . يعني إذا اصطلحا . وقال مجاهد : كل سلطان في القرآن فهو حجة وكل ظن في القرآن فهو يقين . ثم قال : { فَلاَ يُسْرِف فّى ٱلْقَتْلِ } يعني : لا يقتل غير القاتل حمية ولا يقتل بالواحد اثنين ولا يقتل بعد ما عفا أو أخذ الدية { إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا } أي : معاناً من الله تعالى في كتابه . جعل الأمر إليه في القَوَدِ . قرأ حمزة والكسائي " تُسْرِفْ " بالتاء على معنى المخاطبة . وقرأ الباقون بالياء