Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 35-42)
Tafsir: Baḥr al-ʿulūm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَدَخَلَ جَنَّتَهُ } وهو آخذ بيد أخيه المسلم { وَهُوَ ظَالِمٌ لّنَفْسِهِ } بالشرك فمن كفر بالله فهو ظالم نفسه لأنه أوجب لها العذاب الدائم { قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَـٰذِهِ أَبَداً } لأن أخاه المؤمن عرض عليه الإيمان بالله تعالى واليوم الآخر فأجابه الكافر { فَقَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَـٰذِهِ أَبَداً } يعني : لن تفنى هذه أبداً { وَمَا أَظُنُّ ٱلسَّاعَةَ قَائِمَةً } أي : كائنة { وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبّى } أي : إن كان الأمر كما يقول ورجعت إلى ربي في الآخرة { لأَجِدَنَّ خَيْراً مّنْهَا مُنْقَلَباً } في الآخرة أي : مرجعاً قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر ( خَيْراً مِنْهُمَا ) لأنها كناية عن الجنتين وقرأ الباقون ( منها ) لأنه كناية عن قوله { وَدَخَلَ جَنَّتَهُ } { قَالَ لَهُ صَـٰحِبُهُ } أي : أخاه المسلم { وَهُوَ يُحَـٰوِرُهُ } أي : يكلمه ويعظه في الله تعالى : { أَكَفَرْتَ بِٱلَّذِى خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ } يعني : آدم عليه السلام { ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً } يعني : خلقك معتدل قوله : { لَكِنَّا هُوَ ٱللَّهُ رَبّى } قرأ ابن عامر ونافع في إحدى الروايتين ( لَكِنَّا ) بالألف وتشديد النون لأن أصله لكن أنا فأدغم فيه وقرأ الباقون لكن وفي مصحف الإِمام ( لَكِنْ أَنَاْ هُوَ للَّهُ رَبِّي ) فهذا هو الأصل في اللغة ومعناه لكن أنا أقول هو الله ربي { وَلاَ أُشْرِكُ بِرَبّى أَحَدًا وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ } يقول فهلا إذ دخلت بستانك { قُلْتَ مَا شَاء ٱللَّهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِٱللَّهِ } يعني : بقوة الله أعطانيها لا بقوتي وروي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " مَنْ أُعْطِيَ خَيْراً مِنْ أَهْلٍ أَوْ مَالٍ فَيَقُولُ عِنْدَ ذَلِكَ مَا شَاءَ الله لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِالله لَمْ ير فِيهِ مَا يَكْرَهُ " { إِن تَرَنِ } يعني إن رأيتني { أَنَاْ أَقَلَّ مِنكَ مَالاً وَوَلَدًا } في الدنيا { فعسَىٰ رَبّى أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مّن جَنَّتِكَ } هذه في الآخرة { وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا } أي : على جنتك { حُسْبَانًا مِّنَ ٱلسَّمَاءِ } أي : ناراً من السماء وهذا قول الكلبي أيضاً ومقاتل وقال القتبي : ( حُسْباناً ) أي : مرامي واحدها حسبانة وقال الزجاج : الحسبان أصله الحساب كقوله { ٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ } [ الرحمن : 5 ] أي : بحساب وهكذا قال هنا حسباناً أي : حساباً بما كسبت يداك وقال بعض أهل اللغة الحسبان في اللغة سهم فارق وهو ما يرقي به ثم قال : { فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا } أي : فتصير تراباً أملس لا نبات فيها { أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا } أي : غائراً يقال : غار ماؤها فلم يقدر عليه { فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا } أي : حِيلَةً { وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ } أي : فأهلك جميع ماله والاختلاف في الثمر كما ذكرنا { فَأَصْبَحَ يُقَلّبُ كَفَّيْهِ } أي : يصفق يده على الأخرى ندامة { عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا } من المال { وَهِىَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا } أي : ساقطة على سقوفها { وَيَقُولُ } في الآخرة { يٰلَيْتَنِى لَمْ أُشْرِكْ بِرَبّى أَحَدًا } في الدنيا .