Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 43-45)
Tafsir: Baḥr al-ʿulūm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ الله } أي : جنداً وقوماً وأعواناً يمنعونه من عذاب الله { وَمَا كَانَ مُنْتَصِراً } أي : ممتنعاً هو بنفسه قرأ حمزة والكسائي ( وَلَمْ يَكُنْ ) بالياء بلفظ التذكير وقرأ الباقون بالتاء بلفظ التأنيث وقال الزجاج : لو قال نصره لجاز وإنما ينصره على المعنى أي : أقواماً ينصرونه { هُنَالِكَ ٱلْوَلَـٰيَةُ لِلَّهِ ٱلْحَقّ } أي : عند ذلك وهو يوم القيامة يعني السلطان والحكم لله لا ينازعه أحد في ملكه يومئذ وهذا كقوله : { وَٱلأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ } [ الانفطار : 19 ] فمن قرأ الحق بكسر القاف جعله نعتاً لله ومن قرأ بالضم جعله نعتاً للولاية قرأ حمزة ( هُنَالِكَ الْوَلاَيَةُ ) بكسر الواو وضم القاف وقرأ الباقون ( الْوِلاَيَةِ لِلَّهِ الْحَقُّ ) وقال بعضهم : الولاية بالكسر والنصب لغتان وقيل بالكسر مصدر الوالي يقال : والي بين الولاية وبالنصب مصدر الولي بين الولاية { هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا } أي : خير من أثاب العبد { وَخَيْرٌ عُقْبًا } أي : خير من أعقب قرأ حمزة وعاصم ( عُقْباً ) بجزم القاف وقرأ الباقون بضم القاف ومعناهما واحد وهو العاقبة فبين الله تعالى حال الأخوين في الدنيا وبين حالهما في الآخرة في سورة الصافات في قوله تعالى { قَالَ قَآئِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّى كَانَ لِى قَرِينٌ … } [ الصافات : 51 ] إلى قوله { فِى سَوَآءِ ٱلْجَحِيمِ } [ الصافات : 55 ] ثم قال { وَٱضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا } أي : للمشركين شبه ما في الدنيا من الزينة والزهرة { كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ } وهو المطر { فَٱخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ ٱلأَرْضِ } أي : اختلط الماء بالنبات لأن الماء إذا دخل في الأرض ينبت به النبات فكأنه اختلط به { فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ ٱلرّياحُ } وفي الآية مضمر ومعناه فاختلط الماء بنبات الأرض فنبت وحسن حتى إذا بلغ أرسل الله آفة فأيبسته فصار هشيماً أي : صار يابساً متكسراً بعد حسنه قال القتبي : وأَصْلُهُ من هشمت الشيء إذا كسرته ومنه سمي الرجل هاشماً { تَذْرُوهُ ٱلرّياحُ } أَي : ذرته الرياح كالرماد ولم يبق منه شيء فكذلك الدنيا في فنائها وزوالها تهلك إذا جاءت الآخرة وما فيها من الزهرة { وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلّ شَىْء مُّقْتَدِرًا } أي : قادراً من البعث وغيره قرأ حمزة والكسائي الريح بلفظ الوحدان وقرأ الباقون الرياح بلفظ الجماعة .