Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 171-171)

Tafsir: Baḥr al-ʿulūm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثم قال تعالى { وَمَثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ ٱلَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاءً } . فهذا مثل ضربه الله تعالى لأهل الكفر ، إنهم مثل البهائم لا يعقلون شيئاً سوى ما يسمعون من النداء . وفي الآية إضمار ومعناه مثلك يا محمد مع الكفار كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاءً ونداءً . وهذا قول الزجاج . وقال القتبي : قال الفراء : ومثل واعظ الذين كفروا فحذف ذكر الواعظ . كما قال تعالى { وَٱسْئَلِ ٱلْقَرْيَةَ } [ يوسف : 82 ] . وقال القتبي أيضاً : { وَمَّثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } يعني ومثلنا في وعظهم ، فحذف اختصاراً إذ كان في الكلام ما يدل عليه { كَمَثَلِ ٱلَّذِي يَنْعِقُ } يعني الراعي إذا صاح في الغنم لا يسمع إلا دعاءً ونداءً فحسب ولا تفهم قولاً ولا تحسن جواباً فكذلك الكافر لا يعقل المواعظ . { صُمٌّ } عن الخبر فهم لا يسمعون { بُكْمٌ } أي خرس لا يتكلمون بالحق { عُمْيٌ } لا يبصرون الهدى . ويقال : كأنّهم صم ، لأنهم يتصاممون عن سماع الحق . { فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ } الهدى .