Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 4-5)
Tafsir: Baḥr al-ʿulūm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ } يعني بالقرآن قوله : { وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ } يعني التوراة والإنجيل وسائر الكتب ، ويقال : لما نزلت هذه الآية : { ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱلْغَيْبِ } قالت اليهود والنصارى : نحن آمنا بالغيب . فلما قال { وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلاةَ } قالوا : نحن نقيم الصلاة . فلما قال : { وَمِمَّا رَزَقْنَـٰهُمْ يُنفِقُونَ } قالوا : نحن ننفق ونتصدق . فلما قال : { وَٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ } نفروا من ذلك . وقوله : { وَبِٱلآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ } أي يقرُّون [ يوم ] القيامة والجنة والنار ، والبعث ، والحساب ، والميزان . واليقين على ثلاثة أوجه : يقين عيان ، ويقين خبر ، ويقين دلالة . فأما يقين العيان : إذا رأى شيئاً زال عنه الشك في ذلك الشيء وأما يقين الدلالة : هو أن يرى دخاناً يرتفع من موضع يعلم باليقين أن هناك ناراً وإن لم يرها . وأما يقين الخبر : فإن الرجل يعلم باليقين أن في الدنيا مدينة يقال لها بغداد ، وإن لم يكن يعاينها . فها هنا يقين خبر ، ويقين دلالة ، أن الآخرة حق ولكن تصير معاينة عند الرؤية . ثم قال عز وجل { أُوْلَـٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مّن رَّبّهِمْ } يعني أهل هذه الصفة الذين سبق ذكرهم على بيان من الله تعالى أي أكرمهم الله تعالى في الدنيا حيث هداهم ، وبين لهم طريقهم . { وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } في الآخرة ، أي الناجون . يعني أن الله تعالى أكرمهم في الدنيا بالبيان ، وفي الآخرة بالنجاة وقد قيل : الفلاح هو البقاء في النعمة . وقد قيل : الفلاح إذا بلغ الإنسان نهاية ما يأمل . ويقال : معناه قد وجدوا ما طلبوا ، ونجوا من شر ما منه هربوا . وكل ما في القرآن المفلحون فتفسيره هكذا .