Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 3-3)
Tafsir: Baḥr al-ʿulūm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱلْغَيْبِ } أي يصدقون بالغيب . والغيب : هو ما غاب عن العين ، وهو محضر في القلب ، وإنما أراد به أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن تابعهم إلى يوم القيامة أنهم يصدقون بغيب القرآن أنه من الله تعالى فيحلون حلاله ، ويحرمون حرامه . ويقال : يؤمنون بالغيب يعني بالله تعالى حدثنا الخليل بن أحمد قال : حدثنا الديبلي قال : حدثنا أبو [ عبيد ] الله ، قال : حدثنا سفيان ، قال : حدثنا أصحابنا عن الحارث بن قيس أنه قال لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه نحتسب [ بكم يا ] أصحاب محمد ما سبقتمونا به من رؤية محمد - صلى الله عليه وسلم - وصحبته ، فقال عبد الله بن مسعود : ونحن نحتسب ( لكم ) إيمانكم به ولم تروه ، وأن أفضل الإيمان الإيمان بالغيب ، ثم قرأ عبد الله { ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱلْغَيْبِ } وقد قيل : { يُؤْمِنُونَ بِٱلْغَيْبِ } يعني يصدقون بالبعث بعد الموت . وقوله تعالى { وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلاةَ } [ أي يديمون الصلاة وقد قيل أيضاً إن العبد يديم الصلاة وقد قيل ] يحافظون على الصلوات الخمس بمواقيتها وركوعها وسجودها والتضرع بعدها . وقد قيل إن العبد إذا صلى صلاة تقبل منه خلق الله تعالى منها ملكاً يقوم ويصلي لله إلى يوم القيامة ، وثوابه لصاحب الصلاة . فهذا معنى قوله : { وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلاةَ } وقوله عز وجل { وَمِمَّا رَزَقْنَـٰهُمْ يُنفِقُونَ } أي يتصدقون ، قال الكلبي : وهو زكاة المال . وروى أسباط عن السدي عن أصحابه قال : هي نفقة الرجل على أهله وهذا قبل نزول آية الزكاة . ويقال [ ينفقون أي ] يتصدقون صدقة التطوع . ويقال : هي عليهم جميعاً التطوع والفريضة .