Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 54-54)
Tafsir: Baḥr al-ʿulūm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَـٰقَوْمِ } وأصله يا قومي بالياء . ولكن حذف الياء وترك الكسر بدلاً عن الياء وتكون في الإضافة إلى نفسه معنى الشفقة . يا قوم { إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُم } يعني أضررتم بأنفسكم { بِٱتّخَاذِكُمُ ٱلْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَىٰ بَارِئِكُمْ } [ يعني إلى خالقكم ] يقول : فارجعوا عن عبادة العجل إلى عبادة خالقكم ، وتوبوا إليه فقالوا له : وكيف التوبة ؟ قال لهم موسى : { فَٱقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ } يعني يقتل بعضكم بعضاً ، يقتل من لم يعبد العجل الذين عبدوا العجل ، وإنما ذكر قتل الأنفس وأراد به الإخوان . وهذا كما قال في آية أخرى { وَلاَ تَلْمِزُوۤاْ أَنفُسَكُمْ } [ الحجرات : 11 ] أي لا تعيبوا إخوانكم من المسلمين يعني لا تغتابوا إخوانكم . { ذٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ } يعني التوبة خير لكم عند خالقكم ومعناه قتل إخوانكم مع رضا الله خير لكم عند الله تعالى من ترككم إلى عذاب الله قوله تعالى : { فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ } أي المتجاوز عن الذنوب الرحيم حيث جعل القتل كفارة لذنوبكم . وروي في الخبر أن الذين عبدوا العجل جلسوا على أبواب دورهم وأتاهم هارون والذين لم يعبدوا العجل شاهرين سيوفهم ، فكان موسى عليه السلام يتقدم ويقول : إن هؤلاء إخوانكم قد أتوا شاهرين سيوفهم ، فاتقوا الله واصبروا له فلعن الله رجلاً قام من مجلسه أو حل حبوته ، أو مد بطرفه إليهم أو اتقاهم بيد أو برجل . فيقولون : آمين وذكر في رواية أبي صالح : أن هارون كان يتقدم ويقول ذلك . فجعلوا يقتلونهم إلى المساء فكانت القتلى سبعين ألفا فكان موسى عليه السلام يدعو ربه لما شق عليه من كثرة الدماء حتى نزلت التوبة . فقيل لموسى : ارفع السيف عنهم ، فإني قبلت توبتهم جميعاً من قتل ومن لم يقتل .