Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 58-59)

Tafsir: Baḥr al-ʿulūm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثم قال تعالى : { وَإِذْ قُلْنَا ٱدْخُلُواْ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةَ } قال الكلبي : يعني أريحا . وقال مقاتل : إيليا . ويقال : هذا كان بعد موت موسى عليه السلام ، وبعد مضي أربعين سنة حيث أمر الله تعالى يوشع بن نون وكان خليفة موسى - عليهما السلام - بأن يدخل مع قومه المدينة فقال لهم يوشع بن نون : ادخلوا الباب سجداً يعني إذا دخلتم من باب المدينة فادخلوا ركعاً منحنين ناكسي رؤوسكم متواضعين فيقوم ذلك منكم مقام السجود وذلك قوله تعالى : { وَإِذْ قُلْنَا ٱدْخُلُواْ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةَ } يعني أريحا أو إيليا { فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا } موسعاً عليكم { وَٱدْخُلُواْ ٱلْبَابَ سُجَّدًا } أي ركعاً منحنين { وَقُولُواْ حِطَّةٌ } قرأ بعضهم بالرفع وبعضهم بالنصب وهي قراءة شاذة ، وإنما جعله نصباً لأنه مفعول . ومن قرأ بالرفع معناه وقولوا حطة . وروي عن قتادة أنه قال : تفسير ( حطة ) يعني حط عنا خطايانا . وقال بعضهم : معناه لا إله إلا الله . وقال بعضهم بسم الله . وقال بعضهم أمروا بأن يقولوا بهذا اللفظ ولا ندري ما معناه . ثم قال : { نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَـٰيَـٰكُمْ } قرأ ابن عامر ومن تابعه من أهل الشام ( تغفر ) بالتاء والضمة لأن لفظ الخطايا مؤنث . وقرأ نافع ومن تابعه من أهل المدينة ( يغفر ) بالياء والضمة بلفظ التذكير لأن تأنيثه ليس بحقيقي ولأن الفعل مقدم . وقرأ الباقون بالنون وكسر الفاء على معنى الإضافة إلى نفسه وذلك كله يرجع إلى معنى واحد ، ومعناه نغفر لكم خطايا الذين عبدوا العجل { وَسَنَزِيدُ ٱلْمُحْسِنِينَ } أي سنزيد في إحسان من لم يعبد العجل . ويقال : نغفر خطايا من رفع المن والسلوى للغد ، وسنزيد في إحسان من لم يرفع إلى الغد . ويقال : نرفع خطايا من هو عاصي ، وسنزيد في إحسان من هو محسن . فلما دخلوا الباب خالفوا أمره . وروى أبو هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - " أنهم دخلوا الباب يزحفون " وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال : دخلوا على أستاههم . ويقال : دخلوا منحرفين على شق وجوههم . وقالوا : ( احنطا سمفانا ) يعني حنطة حمراء . بلغة القبط استهزاء وتبديلاً . وإنما قال ذلك سفهاؤهم فذلك قوله تعالى : { فَبَدَّلَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ ٱلَّذِي قِيلَ لَهُمْ } أي غيروا ذلك القول وقالوا : بخلاف ما قيل لهم قال الله تعالى : { فَأَنزَلْنَا عَلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } أي غيروا { رِجْزًا } أي عذاباً { مِّنَ ٱلسَّمَاءِ } وهو موت الفجاءة . [ وقال أبو روق ( الرجز ) الطاعون ويقال مات منهم بالطاعون سبعون ألفاً ويقال : نزلت بهم نار فاحترقوا . ويقال : وقع بينهم قتال فاقتتلوا فقتل بعضهم بعضاً ] . { بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ } أي جزاء لفسقهم وعصيانهم . ثم رجع إلى قصة موسى حين كانوا في التيه وأصابهم العطش فاستغاثوا بموسى ، فدعا موسى ربه ، فأوحى الله إلى موسى أن يضرب بعصاه الحجر فَأخذ موسى حجراً مربعاً مثل رأس الإنسان ، ووضعه في المخلاة بين يدي قومه ( ضرب عصاه عليه ، فانفجرت منه اثنتا عشرة عيناً ماءً عذباً وكانت بنو إسرائيل اثني عشر سبطاً لكل سبط منهم عين على حدة ) . قال الفقيه : حدثنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مندوسة قال : حدثنا أبو القاسم ، أحمد بن حمزة الصفار قال : حدثنا عيسى بن أحمد قال : حدثنا يزيد بن هارون عن فضيل بن مرزوق عن عطية العوفي قال : تاه بنو إسرائيل في اثني عشر فرسخاً أربعين عاماً على غير ماء ، وجعل لهم حجراً مثل رأس الثور ، فإذا نزلوا منزلاً وضعوه فضربه موسى بعصاه .