Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 121-122)

Tafsir: Baḥr al-ʿulūm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ } يعني خرجت من منزلك بالصباح ، ويقال : من عند أهلك ، وهي عائشة - رضي الله عنها - { تُبَوّىءُ ٱلْمُؤْمِنِينَ } يعني تهيىء للمؤمنين { مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ } يعني مواضع للحرب ، قال الكلبي : هو يوم أحد . وقال مقاتل : هو يوم الخندق . { وَٱللَّهُ سَمِيعٌ } لدعائك { عَلِيمٌ } بأمر الكفار . { إِذْ هَمَّتْ طَّائِفَتَانِ مِنكُمْ } يعني أرادت وأضمرت طائفتان من المسلمين ، وهما حيا بني حارثة وبني سلمة من الأنصار { أَن تَفْشَلاَ } يعني أن تَجْبُنَا عن القتال مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وترجعا . { وَٱللَّهُ وَلِيُّهُمَا } أي ناصرهما ( وحافظهما ) ، حيث لم يرجعا ، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج من المدينة يوم أحد ، ومعه ألف رجل فرجع ، عبد الله بن أبي ابن سلول مع ثلاثمائة من المنافقين ومن تابعهم فدخل الفشل في قبيلتين من الأنصار وهم المؤمنون ، فأرادوا أن يرجعوا ، فحفظ الله تعالى قلوبهم فلم يرجعوا ، فذلك قوله تعالى : { وَٱللَّهُ وَلِيُّهُمَا } أي حافظ قلوبهما . { وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ } . يعني على المؤمنين أن يتوكلوا على الله ، وهذه كلها مِنَنٌ ذكرها الله لنبيه - صلى الله عليه وسلم - ليعرف ويشكر الله تعالى ، ويصبر على ما يصيبه من الأذى .