Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 126-126)

Tafsir: Baḥr al-ʿulūm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثم قال تعالى : { وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلاَّ بُشْرَىٰ لَكُمْ } يعني : المدد من الملائكة . قال بعضهم : إن الملائكة لم تقاتل ، وإنما بعثهم للبشارة ، وتسكين قلوب المؤمنين ، لأن في قتال الملائكة ، لم يكن للمؤمنين فضيلة ، وإنما كانت الفضيلة للمؤمنين إذ كانوا هم الذين يقاتلون ، ويهزمون الكفار ، ولو كان ذلك لأجل الإعانة ، لكان ملك واحد يكفيهم ، كما فعل بقوم لوط - ألا ترى أنه قال تعالى : { وَيُقَلِّلُكُمْ فِىۤ أَعْيُنِهِمْ } [ الأنفال : 44 ] فجعل الفضيلة في قلتهم في أعين الكفار ، ونصرتهم بالغلبة ، وهذا معنى قوله تعالى : { وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلاَّ بُشْرَىٰ لَكُمْ } { وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ } يعني ( تطمئن ) إليه قلوبكم . وقال بعضهم : إن الملائكة كانوا يقاتلون [ وكانت ] علامة ضربهم في الكفار ظاهرة ، لأن كل موضع أصابت ضربتهم اشتعلت النار في ذلك الموضع حتى إن أبا جهل قال لابن مسعود : أنت ما قتلتني إنما قتلني الذي لم [ يصل ] سناني إلى سنْبك فرسه ، وإن اجتهدت . وإنما كانت الفائدة في كثرة الملائكة ، لتسكن قلوب المؤمنين ، ولأن الله تعالى جعل أولئك الملائكة مجاهدين إلى يوم القيامة ، وكل عسكر من المسلمين صبروا واحتسبوا تأتيهم تلك الملائكة ويقاتلون معهم . ويقال : الفائدة في كثرة الملائكة أنهم كانوا يدعون ويسبحون ، وثواب ذلك للذين يقاتلون يومئذ ، وسنذكر قصة بدر في سورة الأنفال إن شاء الله تعالى . ثم قال : { وَمَا ٱلنَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَكِيمِ } يعني ليس بكثرة العدد ولا بقلته ، ولكن النصر من الله تعالى كما قال في آية أخرى : { إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً } [ التوبة : 25 ] .