Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 31-32)

Tafsir: Baḥr al-ʿulūm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثم قال : { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ } وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا كعب بن الأشرف وأصحابه إلى الإسلام ، قالوا : نحن أبناء الله وأحباؤه ، يعني نحن في المنزلة بمنزلة الأبناء ، ولنحن أشدّ حباً لله ، فقال الله لنبيه : قل : إن كنتم تحبون الله تعالى { فَٱتَّبِعُونِي } على ديني ، فإني رسول الله أؤدي رسالته { يُحْبِبْكُمُ ٱللَّهُ } قال الزجاج : تحبون الله ، أي تقصدون طاعته ، فافعلوا ما أمركم الله عز وجل ، لأن محبة الإنسان لله وللرسول ، طاعته له ورضاه بما أمر ، والمحبة من الله عفوه عنهم وإنعامه عليهم برحمته { وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } ويقال : الحب من الله عصمته وتوفيقه والحب من العباد طاعة ، كما قال القائل : @ تَعْصي الإلَه وَأَنْتَ تُظْهِرُ حُبَّه هَذَا لَعَمْرِي في [ القِيَاسِ ] بديعُ لَوْ كَانَ حُبُّكَ صَادِقاً لأَطَعْتَهُ إِنَّ المُحِبَّ لِمَنْ يُحِبُّ مُطيعُ @@ فلما نزلت هذه الآية قالوا : إن محمداً يريد أن نتخذه حناناً ، كما اتخذت النصارى عيسى حناناً فنزلت هذه الآية : { قُلْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ } فقرن طاعته بطاعة رسوله رغماً لهم ويقال : أطيعوا الله فيما أنزل ، والرسول فيما بَيّن ، { فَإِن تَوَلَّوْاْ } يعني إن أعرضوا عن طاعتهما ، { فَإِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْكَـٰفِرِينَ } أي لا يغفر لهم .