Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 33-33)

Tafsir: Baḥr al-ʿulūm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَءَالَ إِبْرٰهِيمَ } يعني اختاره ، ويقال : اختار دينه ، وهو دين الإسلام ، ويقال : قد اختاره لخمسة أشياء : أولها : أنه خلقه بأحسن صورة بقدرته ، والثاني أنه علّمه الأَسماء كلها ، والثالث : أنه أمر الملائكة أن يسجدوا له والرابع : أسكنه الجنة ، والخامس جعله [ أباً للبشر ] . واختار نوحاً عليه السلام بخمسة أشياء : أولها : أنه جعله [ أباً للبشر ] لأن الناس كلهم غرقوا . فصارت ذريته هم الباقين ، والثاني : أنه أطال عمره ، ويقال : طُوبَى لِمَنْ طَالَ عُمرهُ وحَسُن عَمَلُهُ ، والثالث أنه استجاب دعاءه على الكفار والمؤمنين والرابع : أنه حمله على السفينة ، والخامس : أنه كان أول من نسخ الشرائع ، وكان قبل ذلك لم يحرم [ تزوج ] الخالات والأخوات والعمات . واختار ( آل ) إبراهيم - عليه السلام - بخمسة أشياء : أولها : أنه جعله أبا الأنبياء ، لأنه روي أنه خرج من [ صلبه ] ألف نبي من زمانه إلى [ زمان ] النبي - صلى الله عليه وسلم - ، والثاني : أنه اتخذه خليلاً ، والثالث : أنه أنجاه من النار ، والرابع : أنه جعله للناس إماماً ، والخامس : أنه ابتلاه [ الله بخمس كلمات ] بكلمات فوفقه حتى أتمَّهن . ثم قال : { وَآلَ عِمْرَانَ } قال مقاتل : يعني به [ أبا ] موسى وهارون وقال الكلبي : هو عمران أبو مريم ، وهو من ولد سليمان النبي - عليه السلام - " فإنه أراد به آل موسى وهارون " ، إنما كان اختارهما " على العالمين " حيث بعث على قومه المن والسلوى ، ولم يكن ذلك لأحد من الأنبياء في العالم ، وإن أراد به أبا مريم ، فإنه اصطفى آله يعني مريم بولادة عيسى - عليه السلام - بغير أب ، ولم يكن ذلك لأحد في العالم . وقال الكلبي : يعني اختار هؤلاء الذين ذكروا في هذه الآية { عَلَى ٱلْعَـٰلَمِينَ } ، يعني عالمي زمانهم .