Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 72-74)

Tafsir: Baḥr al-ʿulūm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَقَالَتْ طائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بالَّذِي أُنْزِلَ عَلَىٰ الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهارِ } قال الكلبي : وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما قَدِمَ المدينة ، [ صلى ] نحو بيت المقدس سبعة عشر شهراً ، أو ثمانية عشر شهراً ، فلما صرف الله نبيه إلى الكعبة ، عند صلاة الظهر ، وقد كان صلى صلاة الصبح إلى بيت المقدس ، وصلى صلاة الظهر والعصر إلى الكعبة فقال رؤوساء اليهود منهم : كعب بن الأشرف ومالك بن الضيف وغيرهما [ للسفلة ] منهم : { آمِنُوا بالَّذِي أُنْزِلَ عَلَىٰ الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهارِ } ، صدقوه بالقبلة التي صلى صلاة الصبح في أول النهار وآمنوا به ، وإنه الحق ، { وَٱكْفُرُواْ ءَاخِرَهُ } يعني اكفروا بالقبلة التي صلى إليها آخر النهار { لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } إلى قبلتكم [ ودينكم ] . وقال مقاتل : معناه أنهم جاءوا إلى [ محمد ] - صلى الله عليه وسلم - أول النهار ، ورجعوا من عنده ، وقالوا للسفلة : هو حق فاتبعوه ، ثم قالوا : حتى ننظر في التوراة ، ثم رجعوا في آخر النهار فقالوا قد نظرنا في التوراة ، فليس هو إياه ، يعنون أنه ليس بحق ، وإنما أرادوا أن يلبسوا على السفلة وأن يشككوا فيه ، فذلك قوله : { آمِنُوا بالَّذِي أُنْزِلَ عَلَىٰ الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهارِ } يعني قالوا لهم في أول النهار آمنوا به { وَٱكْفُرُواْ ءاخِرَهُ } يعني قالوا في آخر النهار ، واكفروا به { لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } أي يشكون فيه فيرجعون . ثم قال للسفلة : { وَلاَ تُؤْمِنُواْ إِلاَّ لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ } قال بعضهم : في الآية تقديم وتأخير ، ومعناه ولا تؤمنوا ، أي لا تصدقوا إلا لمن تبع دينكم ، فإنه لن يُؤْتَى أَحَدٌ مثلَ ما أُوتيتُم من التوراة ، والمَنّ والسَّلوى ، ولا تخبروهم بأمر محمد - صلى الله عليه وسلم - ، فيحاجوكم عند ربكم ، أي يخاصموكم ويجعلوه حجة عليكم ، فقالوا ذلك حسداً ، حيث كان النبي - صلى الله عليه وسلم - من غيرهم ، قال الله تعالى { قُلْ إِنَّ ٱلْهُدَىٰ هُدَى ٱللَّهِ } وإن الفضل بيد الله ، وهو قول مقاتل . وقال الكلبي : [ بغير ] تقديم وتأخير ، يقول : { وَلاَ تُؤْمِنُواْ } أي ولا تصدقوا إلا لمن تبع دينكم اليهودية ، وصلى إلى قبلتكم ، { قُلْ إِنَّ ٱلْهُدَىٰ هُدَى ٱللَّهِ } ، يقول دين الله هو الإسلام . [ { أَن يُؤْتَىٰ أَحَدٌ مِّثْلَ مَا أُوتِيتُمْ } يقول لن يعطى أحد مثل ما أوتيتم من دين الإسلام والقرآن الذي فيه الحلال والحرام ] { أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِندَ رَبّكُمْ } [ أي : لن ] يخاصمكم اليهود " عند ربكم " يوم القيامة ، ثم قال { قُلْ } يا محمد { إِنَّ ٱلْفَضْلَ بِيَدِ ٱللَّهِ } يعني النبوة والكتاب والهدى ، بيد الله ، أي : بتوفيق الله ، { يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء } [ يعني يوفق من يشاء ] ، { وَٱللَّهُ وٰسِعٌ عَلِيمٌ } . يقول : واسع الفضل { عَلِيمٌ } [ بمن ] يؤتيه الفضل { يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء } يعني بدينه يعطيه من يشاء من عباده { وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ } [ أي ذو المن العظيم ] ، لمن اختصه بالإسلام .