Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 36, Ayat: 1-5)

Tafsir: Baḥr al-ʿulūm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تبارك وتعالى : { يسۤ } قرأ حمزة بين الكسر والفتح ، وقرأ الكسائي بالإمالة ، وقرأ الباقون بالفتح ، وقرأ ابن عامر ، والكسائي { يسۤ وَٱلْقُرْءانِ } مدغم بالنون ، وقرأ ابن كثير ، وأبو عمرو ونافع ، وحمزة بإظهار النون ، وكل ذلك جائز في اللغة ، وقرىء في الشاذ " يَاسِينَ " بنصب النون ، ومعناه اتل ياسين ، لأن يس اسم سورة ، وقراءة العامة بالتسكين لأنها حروف هجاء فلا تحتمل الإعراب ، مثل قوله تعالى { الم } وروي عن ابن عباس في تفسير قوله { يسۤ } يعني يا إنسان بلغة طيىء ، وهكذا قال مقاتل ، عن قتادة ، والضحاك ، وروي عن محمد ابن الحنفية أنه قال { يسۤ } يعني يا محمد ، وروى معمر عن قتادة قال { يسۤ } اسم من أسماء القرآن ، ويقال افتتاح السورة ، وقال مجاهد هذه فواتح السور يفتتح بها كلام رب العالمين ، وقال شهر بن حوشب ، قال كعب { يسۤ } قسم أقسم الله تعالى به قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام فقال : يس { وَٱلْقُرْءانِ ٱلْحَكِيمِ } ويا محمد { إِنَّكَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } وقال ابن عباس في قوله { وَٱلْقُرْءانِ ٱلْحَكِيمِ } أي : أحكم حلاله وحرامه وأمره ونهيه ، ويقال : حكيم يعني محكم من التناقض والعيب ، ويقال الحكيم : أي الحاكم كالعليم يعني العالم ، يعني القرآن حاكم على جميع الكتب التي أنزلها الله تعالى من قبل { إِنَّكَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } فهذا جواب القسم ، ومعناه يا إنسان ، والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين ، يعني رسولاً كسائر المرسلين ، جواباً لقولهم لست مرسلاً { عَلَىٰ صِرٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ } يعني إنك على صراط مستقيم ( ويقال هذا نعت للرسل ، يعني إنك لمن المرسلين ، الذين كانوا على صراط مستقيم ، أي على طريق الإسلام ) ثم قال عز وجل : { تَنزِيلَ ٱلْعَزِيزِ ٱلرَّحِيمِ } قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو ، وعاصم في إحدى الروايتين { تَنزِيلُ } بضم اللام ، ومعناه : هذا القرآن تنزيل ، أو هو تنزيل العزيز الرحيم ، وقرأ الباقون { تَنزِيلَ } بالنصب ، ومعناه نزّله تنزيلاً ، فصار نصباً بالمصدر .