Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 36, Ayat: 67-70)
Tafsir: Baḥr al-ʿulūm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال عز وجل : { وَلَوْ نَشَاء لَمَسَخْنَـٰهُمْ عَلَىٰ مَكَــٰنَتِهِمْ } يعني : إن شئت لمسختهم حجارة في منازلهم ، ليس فيها أرواح { فَمَا ٱسْتَطَـٰعُواْ مُضِيّاً وَلاَ يَرْجِعُونَ } ولا يتقدمون ولا يتأخرون . وهذا قول مقاتل . وقال الكلبي : لو نشاء لجعلناهم قردة وخنازير { فَمَا ٱسْتَطَـٰعُواْ مُضِيّاً } يعني : فما قدروا ذهاباً ولا يرجعون قوله عز وجل { وَمَن نّعَمّرْهُ } يعني : من أطلنا عمره في الدنيا { نُنَكّـسْهُ فِى ٱلْخَلْقِ } يعني : نرده إلى أرذل العمر فلا يعقل فيه كعقله الأول . قرأ حمزة وعاصم في رواية أبي بكر ( نُنَكِّـسْهُ ) بضم النون الأولى ونصب الثانية وكسر الكاف مع التشديد وقرأ الباقون ( ننَكِـسه ) بنصب النون الأولى وجزم الثانية وضم الكاف والتخفيف ، ومعناهما واحد يقال نكسَه ونكسَّه وأنكسه بمعنى واحد ، ومعناه من أطلنا عمره نكسنا خلقه ، فصار بدل القوة ضعفاً ، وبدل الشباب هرماً ، وقرأ عاصم في رواية أبي بكر ( مكاناتهم ) وقرأ الباقون { مَكَــٰنَتِهِمْ } والمكانة والمكان واحد مثل المنزل والمنزلة ، والمكانات جمع المكانة ثم قال : { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } يعني : أفلا تفهمون أن الله هو الذي يفعل ذلك ، فتوحدوه ، وليس لمعبودهم قدرة على ذلك . قرأ نافع وابن عامر وأبو عمرو ( أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ) بالتاء على معنى المخاطبة وقرأ الباقون بالياء على معنى الخبر وقرأ عاصم وأبو عمرو وحمزة { وَأَنِ ٱعْبُدُونِى } بالياء وقرأ الباقون بغير ياء لأن الكسر يدل عليه ثم قال عز وجل : { وَمَا عَلَّمْنَـٰهُ ٱلشّعْرَ } جواباً لقولهم إنه شاعر ، يعني أرسلنا إليه القرآن ، ولم نرسل إليه الشعر { وَمَا يَنبَغِى لَهُ } يعني : لم يكن أهلاً لذلك وقال : ما يسهل له ، وما يحضره الشعر { إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ } يعني : ما هو إلا عظة وقرآن مبين يعني : يبين الحق من الضلالة ، وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أنه قال : سألت عائشة رضي الله عنها هل كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتمثل بشيء من الشعر ؟ قالت كان أبغض الحديث إليه الشعر ، ولم يتمثل بشيء من الشعر إلا ببيت أخي بني قيس بن طرفة @ ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً ويأتيك بالأخبار من لم تزود @@ فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول " ويأتيك بالأخبار من لم تزود بالأخبار فقال أبو بكر ليس هكذا يا رسول الله فقال لست بشاعر ولا ينبغي لي أن أتكلم بالشعر " فإن قيل روي عنه أنه كان يتكلم بالشعر لأنه ذكر أنه قال : @ أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب @@ وذكر أنه عثر يوماً فدميت أصبعه فقال : @ هل أنت إلا إصبع دميت وفي كتاب الله ما لقيت @@ وذكر أنه قال يوم الخندق @ بسم الإله وبه هدينا ولو عبدنا غيره شقينا @@ قيل له هذه كلمات تكلم بها فصارت موافقة للشعر وليست بشعر . ثم قال عز وجل : { لّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيّاً } يعني : من كان مؤمناً لأن المؤمن هو الذي يقبل الإنذار . ويقال من كان حياً يعني : عاقلاً راغباً في الطاعة . قرأ نافع وابن عامر ( لّتُنذِرَ ) بالتاء على معنى المخاطبة يقول لتنذر يا محمد ، وقرأ الباقون بالياء على معنى الخبر عنه . يعني : لتنذر يا محمد . ويقال يعني : لتنذر بالقرآن من كان مهتدياً في علم الله تعالى الأزلي { وَيَحِقَّ ٱلْقَوْلُ } يعني : وجب العذاب { عَلَى ٱلْكَـٰفِرِينَ } يعني : قوله { لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ } [ الأعراف : 18 ] ثم وعظهم ليعتبروا .