Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 38, Ayat: 1-3)

Tafsir: Baḥr al-ʿulūm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { صۤ ، وَٱلْقُرْآنِ } قرأ الحسن ( صاد ) بالكسر وجعلها من المصادات ، يقول عارض القرآن ، ( أي عارض عملك بالقرآن ، ويقال بقلبك ) ، وروى معمر عن قتادة ، في قوله ( صۤ ) قال : هو كما تقول ، تلق كذا أي هيىء نفسك لقدوم فلان ، يعني : طهر نفسك بآداب القرآن ، كما قال - صلى الله عليه وسلم - " القرآن مأدبة الله تعالى فتطعموا من مأدبته " وكان عيسى بن يعمر يقرأ ( صَادَ ) بالنصب ، وكذلك يقرأ ( قاف ) و ( نون ) بالنصب ، ومعناه اقرأ صاد ، وقراءة العامة بسكون الدال ، لأنها حروف هجاء ، فلا يدخلها الإعراب ، وتقديرها الوقف عليها ، وقيل في تفسير قول الله تعالى : ( صۤ ) يعني الله هو الصادق . ويقال هو قسم { وَٱلْقُرْءانِ } عطف عليه قسم بعد قسم ، ومعناه أقسمت بصاد وبالقرآن ، وقال علي بن أبي طالب الصاد اسم بحر في السماء ، وقال ابن مسعود في قوله { صۤ ، وَٱلْقُرْءانِ } يعني صادقوا القرآن حتى تعرفوا الحق من الباطل ، وقال الضحاك معناه صدق الله ، ثم قال والقُرآنِ { ذِي ٱلذِّكْرِ } يعني والقرآن ذي الشرف ، ويقال فيه ذكر من كان قبله وجواب القسم عند قوله : { إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ ٱلنَّارِ } [ ص : 64 ] والجواب قد يكون مؤخراً عن الكلام كما قال : { وَٱلْفَجْرِ وَلَيالٍ عَشْرٍ } [ الفجر : 1 ، 2 ] وجوابه قوله : { إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلْمِرْصَادِ } [ الفجر : 14 ] وقوله : { وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلْبُرُوجِ } [ البروج : 1 ] وجوابه ، قوله : { إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ } [ البروج : 12 ] وقال بعضهم جواب القسم هٰهنا { كَمْ أَهْلَكْنَا } ومعناه لكم أهلكنا ، فلما طال الكلام حذف اللام ، ثم قال : { بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِى عِزَّةٍ } أي في حمية كقوله : { أَخَذَتْهُ ٱلْعِزَّةُ } [ البقرة : 206 ] يعني الحمية ، ويقال في عزة : يعني في تكبر { وَشِقَاقٍ } يعني في خلاف من الدين بعيد ، ويقال : في عداوة ومباعدة وتكذيب ، وقال القتبي بل في اللغة على وجهين : أحدهما لتدارك كلام غلطت فيه تقول رأيت زيداً بل عمرواً ، والثاني أن يكون لترك شيء ، وأخذ غيره من الكلام كقوله : { بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِى عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ } ثم خوفهم فقال عز وجل : { كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مّن قَرْنٍ } يعني من أمة { فَنَادَوْاْ } يعني فنادوا في الدنيا واستغاثوا { وَّلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ } يعني وليس تحين فرار ، قال الكلبي : فكانوا إذا قاتلوا قال بعضهم لبعض مناص ، يعني يقول احمل حملة واحدة فينجو من نجا ، ويهلك من هلك ، فلما أتاهم العذاب ، قالوا مناص ، مثل ما كانوا يقولون ، فقال الله تعالى ليس تحين فرار ، وهي لغة اليمن ، وقال القتبي النوص : التأخر والبوص : التقدم في كلام العرب وروى معمر عن قتادة في قوله { فَنَادَواْ وَّلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ } قال نادوا على غير حين النداء ، وقال عكرمة : نادوا وليس تحين انفلات ، وقال أبو عبيدة اختلفوا في الوقف ، فقال بعضهم يوقف عند قوله { وَّلاَتَ } ثم يبتدأ بــ { حِينَ مَنَاصٍ } لأنا لا نجد في شيء من كلام العرب ولات ، أما المعروف لا ، ولأنَّ تفسير ابن عباس يشهد لها ، وذلك أنه قال ليس تحين فرار وليس هي أخت لا ، ولا بمعناها ، قال أبو عبيد ومع هذا تعمدت النظر في الذي يقال له مصحف الإمام وهو مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه فوجدت التاء متصلة مع حين .