Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 38, Ayat: 4-10)
Tafsir: Baḥr al-ʿulūm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال عز وجل : { وَعَجِبُواْ أَن جَاءهُم مٌّنذِرٌ مّنْهُمْ } يعني مخوف منهم ، ورسول منهم ، يعني من العرب وهو محمد - صلى الله عليه وسلم - { وَقَالَ ٱلْكَـٰفِرُونَ هَـٰذَا سَـٰحِرٌ كَذَّابٌ } يكذب على الله تعالى أنه رسوله { أَجَعَلَ ٱلأَلِهَةَ إِلَـٰهاً وٰحِداً } يعني كيف يتسع لحاجتنا إلٰه واحد { إِنَّ هَـٰذَا لَشَىْءٌ عُجَابٌ } يعني لأمر عجيب ، والعرب تحول فعيلاً إلى فعال ، وهٰهنا أصله شيء عجيب كما قال في سورة ق { عَجِيبٌ } [ ق : 2 ] { وَٱنطَلَقَ ٱلْمَلأُ مِنْهُمْ } قال الفقيه أبو الليث رحمه الله أخبرنا الثقة بإسناده عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : لما مرض أبو طالب دخل عليه نفر من قريش فقالوا : يا أبا طالب إن ابن أخيك يشتم آلهتنا ويقول ويقول ، ويفعل ويفعل ، فأرسل إليه فانهه عن ذلك ، فأرسل إليه أبو طالب وكان إلى جنب أبي طالب موضع رجل فخشي أبو جهل إن جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - يجلس إلى جنب عمه أن يكون أرق له عليه ، فوثب أبو جهل فجلس في ذلك المجلس ، فلما جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يجد مجلساً إلا عند الباب ، فلما دخل قال له أبو طالب : يا ابن أخي إن قومك يشكونك ، ويزعمون أنك تشتم آلهتهم ، وتقول وتقول ، وتفعل وتفعل ، فقال : " يا عم ( إني إنما أريد منهم كلمة واحدة ) تدين لهم بها العرب وتؤدي إليهم بها العرب والعجم الجزية ، فقالوا وما هي فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لاَ إلٰهَ إلاَّ الله " فقاموا فزعين ، ينفضون ثيابهم ويقولون { أَجَعَلَ ٱلآلِهَةَ إِلَـٰهاً وٰحِداً إِنَّ هَـٰذَا لَشَىْء عُجَابٌ وَٱنطَلَقَ ٱلْمَلأُ مِنْهُمْ } يعني الأشراف من قريش { أَنِ ٱمْشُواْ } يعني امكثوا { وَٱصْبِرُواْ } يعني اثبتوا { عَلَىٰ ءالِهَتِكُمْ } يعني على عبادة آلهتكم { إِنَّ هَـٰذَا لَشَىْء يُرَادُ } يعني لأمر يراد كونه بأهل الأرض ، ويقال : إن هذا لشيء يراد يعني لا يكون ولا يتم له { مَّا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا فِى ٱلْمِلَّةِ ٱلآخِرَةِ } يعني في اليهود والنصارى { إِنْ هَـٰذَا إِلاَّ ٱخْتِلاَقٌ } يعني يختلقه من قبل نفسه ، ويقال في قوله { إِنَّ هَـٰذَا لَشَىْء يُرَادُ } يعني أراد أن يكون . ثم قال عز وجل : { أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ ٱلذّكْرُ مِن بَيْنِنَا } يعني أخص بالنبوة من بيننا ، يقول الله عز وجل { بْل هُمْ فَى شَكّ مّن ذِكْرِى } يعني في ريب من القرآن والتوحيد { بَل لَّمَّا يَذُوقُواْ عَذَابِ } أي لم يذوقوا عذابي كقوله { وَلَمَّا يَدْخُلِ ٱلإِۤيمَـٰنُ فِى قُلُوبِكُمْ } [ الحجرات : 14 ] أي لم يدخل ، فهذا تهديد لهم أي سيذوقوا عذابي ثم قال { أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبّكَ } يعني مفاتيح رحمة ربك ، يعني مفاتيح النبوة بأيديهم ليس ذلك بأيديهم وإنما ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء { ٱلْعَزِيزِ ٱلْوَهَّابِ } يعني بيد الله العزيز في ملكه ، الوهاب لمن يشاء بل الله يختار من يشاء للوحي فيوحي الله عز وجل وهي الرسالة لمن يشاء { وَمَا بَيَنَهُمَا فَلْيَرْتَقُواْ فِى ٱلأَسْبَابِ } يعني إن لم يرضوا بما فعل الله تعالى فليتكلفوا الصعود إلى السماء ، وقال القتبي : أسباب السماء أي أبواب السماء ، كما قال القائل : ولو نال أسباب السماء بسلم ، قال : ويكون أيضاً { فَلْيَرْتَقُواْ فِى ٱلأَسْبَابِ } يعني في الجبال إلى السماء ، كما سألوك أن ترقى إلى السماء فتأتيهم بآية وهذا كله تهديد وتوبيخ بالعجز .