Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 38, Ayat: 41-44)
Tafsir: Baḥr al-ʿulūm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل { وَٱذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ } يعني واذكر صبر عبدنا أيوب { إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ } يعني دعا ربه { أَنِّى مَسَّنِىَ ٱلشَّيْطَـٰنُ } يعني أصابني الشيطان { بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ } وهو المشقة والعناء والأمراض ، وعذاب في ماله ، يعني هلاك أهله وماله ، وقد ذكرناه في سورة الأنبياء قوله عز وجل { ٱرْكُضْ بِرِجْلِكَ هَـٰذَا } يعني قال له جبريل اضرب الأرض برجلك ، فضرب ، فنبعت عين من تحت قدميه فاغتسل فيها ، فخرج منها صحيحاً ، ثم ضرب برجله الأخرى ، فنبعت عين أخرى ماء عذب بارد فشرب منها فذلك قوله هذا { مُغْتَسَلٌ } يعني الذي اغتسل منها ثم قال : { بَارِدٌ وَشَرَابٌ } يعني الذي شرب منها قوله عز وجل : { وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَّعَهُمْ رَحْمَةً مّنَّا وَذِكْرَىٰ لأُوْلِى ٱلأَلْبَـٰب ، وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً } يعني قبضة من سنبل فيها مائة سنبلة وقال الكلبي : ضغثاً : أي مجتمعاً ، وقال مقاتل : الضغث القبضة الواحدة ، فأخذ عيداناً رطبة من الآس فيه مائة عود ، وقال القتبي : الضغث ، الحزمة من العيدان والكلأ { فَٱضْرِب بّهِ } يعني اضرب به امرأتك { وَلاَ تَحْنَثْ } في يمينك ، وقال الزجاج : قالت امرأته لو ذبحت عناقاً باسم الشيطان ، فقال لا ، وَلاَ كَفّاً مِن تُرَاب ، وحلف أنه يضربها مائة سوط ، وأمر بأن يبر في يمينه { إِنَّا وَجَدْنَـٰهُ صَابِراً } على البلاء الذي ابتليناه { نِعْمَ ٱلْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ } يعني مقبل على طاعة ربه ، وقال وهب بن منبه : أصاب أيوب البلاء سبع سنين ، ومكث يوسف في السجن سبع سنين ، ويقال إنه أواب ، لما هلك ماله قال كان ذلك من عطاء الله ، ولما هلك أولاده قال : إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّـآ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، ولما ابتلي بالنفس قال : إني له ويقال : واذكر أنت يا محمد ، صبر عبدنا أيوب إذ ضاق صدرك من أذى الكفار ، وأمر أمتك ليذكروا صبره ، ويعتبروا ، ويصبروا .