Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 39, Ayat: 32-37)

Tafsir: Baḥr al-ʿulūm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال تعالى : { فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ علَى ٱللَّهِ } أي فلا أحد أظلم ممن كذب على الله بأن معه شريكاً { وَكَذَّبَ بِٱلصّدْقِ إِذْ جَاءهُ } يعني بالقرآن وبالتوحيد ، ويقال { وَكَذَّبَ بِٱلصّدْقِ } يعني بالصادق وهو النبي - صلى الله عليه وسلم - { أَلَيْسَ فِى جَهَنَّمَ مَثْوًى لّلْكَـٰفِرِينَ } يعني مأوى للذين يكفرون بالقرآن ، فاللفظ : لفظ الاستفهام والمراد به التحقيق كقوله { أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِأَحْكَمِ ٱلْحَـٰكِمِينَ } [ التين : 8 ] { وَٱلَّذِى جَاء بِٱلصّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ } أي بالقرآن وَصَدَّقَ به أي أصحابه ويقال وصدق به المؤمنون ، وقال القتبي { وَٱلَّذِى جَاء بِٱلصّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ } هو في موضع جماعة ومعناه : والذين جاؤوا بالصدق وصدقوا به ، وهذا موافق لخبر ابن مسعود ، وقال قتادة ، والشعبي ، ومقاتل ، والكلبي { وَٱلَّذِى جَاء بِٱلصّدْقِ } يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - { وَصَدَّقَ بِهِ } يعني المؤمنون ، وذكر عن علي بن أبي طالب أنه قال { وَٱلَّذِى جَاء بِٱلصّدْقِ } يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - { وَصَدَّقَ بِهِ } يعني أبو بكر { أُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْمُتَّقُونَ } الذين اتقوا الشرك ، والفواحش ، وقرأ بعضهم وَصَدَقَ بالتخفيف ، يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ على الناس كما أنزل عليه ولم يزد في الوحي شيئاً ، ولم ينقص من الوحي شيئاً { لَهُمْ مَّا يَشَآءونَ عِندَ رَبّهِمْ } يعني لهم ما يريدون ويحبون في الجنة { ذَلِكَ جَزَاء ٱلْمُحْسِنِينَ } أي ثواب الموحدين المطيعين المخلصين { لِيُكَـفّرَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ } يعني ليمحو عنهم ويغفر لهم { أَسْوَأَ ٱلَّذِى عَمِلُواْ } يعني أقبح ما عملوا مخالفاً للتوحيد { وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ } أي ثوابهم { بِأَحْسَنِ ٱلَّذِى كَـانُواْ يَعْمَلُونَ } يعني يجزيهم بالمحاسن ، ولا يجزيهم بالمساوىء لأنه ليس لهم ذنب ولا خطايا فلا يجزيهم بمساوئهم { أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ } قرأ حمزة ، والكسائي عِبَادَهُ بالألف بلفظ الجماعة ، يعني الذين صدقوا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وبالقرآن ، والباقون عَبْدَه بغير أَلف ، يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - { وَيُخَوّفُونَكَ بِٱلَّذِينَ مِن دُونِهِ } يعني بالذين يعبدون من دونه وذلك أن كفار مكة قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم - لا تزال تقع في آلهتنا فاتقِ كيلا يصيبك منها معرة ، أو سوء ، فنزل { أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ } الآية ، وروى معمر عن قتادة قال : بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - خالد بن الوليد إلى العزى ليكسرها ، فمشى إليها بالفأس فقالت له قيمتها يا خالد : احذر فإن لها شدة ، لا يقوم لها أحد ، فمشى إليها خالد فهشم أنفها بالفأس ، ويقال أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ يعني الأنبياء ثم قال { وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ } يعني من يخذله الله عن الهدى فما له من مرشد ولا ناصر { وَمَن يَهْدِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّضِلّ } أي ليس له أحد يخذله { أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِى ٱنتِقَامٍ } يعني عزيزاً في ملكه ذي انتقام من عدوه .