Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 114-115)
Tafsir: Baḥr al-ʿulūm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ثم قال : { لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ } وهو ما يتناجون فيما بينهم ويقال : في كثير من أحاديثهم ، وهم وفد ثقيف ، أو قوم طعمة . { إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ } يقول : إلا نجوى من أمر بصدقة { أَوْ مَعْرُوفٍ } يعني لقرض ، كقوله { فَلْيَأْكُلْ بِٱلْمَعْرُوفِ } [ النساء : 6 ] ويقال : المعروف ، يعني القول بالمعروف والنهي عن المنكر ، { أَوْ إِصْلَـٰحٍ بَيْنَ ٱلنَّاسِ } يعني يذهب فيما بين اثنين ليصلح بينهما { وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ } الذي ذكرنا { ٱبْتِغَاء } يعني طلباً { مَرْضَاتَ ٱللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ } يعني في الآخرة { أَجْراً عَظِيماً } قرأ حمزة وأبو عمرو : ( نؤتيه ) بالياء ، أي يؤتيه الله تعالى وقرأ الباقون ( نؤتيه ) بالنون ، أي نحن نعطيه في الآخرة أجراً عظيماً ، أي ثواباً عظيماً ، قوله تعالى : { وَمَن يُشَاقِقِ ٱلرَّسُولَ } يعني يخالفه في التوحيد { مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ ٱلْهُدَىٰ } أي من بعد ما تبين لهم التوحيد { وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } أي يتبع ديناً غير دين المؤمنين ، ويقال : يتبع طريقاً أو مذهباً غير طريق المؤمنين ، وفي الآية دليل : أن الإجماع حجة ، لأن من خالف الإجماع ، فقد خالف سبيل المؤمنين ، وقال الضحاك : قدم نفر من قريش المدينة وأسلموا ، ثم انقلبوا إلى مكة مرتدين ، فنزلت هذه الآية : { وَمَن يُشَاقِقِ ٱلرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ ٱلْهُدَىٰ } أي دين الإسلام ، { وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } المسلمين { نُوَلّهِ مَا تَوَلَّىٰ } نكله إلى الأصنام يوم القيامة ، وهم لا يملكون لهم ضراً ، ولا نفعاً ، ولا ينجونهم من عذاب الله تعالى ، وقال مقاتل : { نُوَلّهِ مَا تَوَلَّىٰ } أي نتركه وما اختار لنفسه ، وقال الكلبي : { نُوَلّهِ مَا تَوَلَّىٰ } يعني نوله في الآخرة ما تولى في الدنيا ، وهذا كما قال بعض الحكماء : من أراد أن يعلم كيف يعامل معه في الآخرة فلينظر ، كيف يعامل هو في الدنيا ، وقال الكلبي : نزلت الآية في شأن طعمة ، لما ظهر حاله وسرقته ، هرب إلى مكة ، وارتد ، فنقب بمكة حائطاً لرجل ، فسقط حجر ، فبقي في النقب حتى وجدوه على حاله ، فأخرجوه من مكة ، فخرج إلى الشام ، فسرق بعض أموال القافلة ، فرجموه ، وقتلوه ، فنزل قوله : { نُوَلّهِ مَا تَوَلَّىٰ } . { وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً } . قرأ حمزة وعاصم ، وأبو عمرو : ( نوله ، ونصله ) بجزم الهاء وقرأ الباقون : بالكسر ، وهما لغتان .