Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 77-81)

Tafsir: Baḥr al-ʿulūm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَنَادَوْاْ يٰمَـٰلِكُ } وذلك أنه لما يشتد عليهم العذاب يتمنون الموت ويقولون لخازن جهنم يَا مَالِك { لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ } يعني : ادع ربك لقبض أرواحنا ، فأجابهم بعد أربعين سنة { قَالَ إِنَّكُمْ مَّـٰكِثُونَ } وروى عطاء بن السائب عن رجل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : يجيبهم بعد ألف سنة { إِنَّكُمْ مَّـٰكِثُونَ } ، ويقال : إنهم ينادون { يٰمَـٰلِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ } فأوحى الله تعالى إلى مالك ليجيبهم فيقول لهم مالك قَالَ إنَّكُمْ مَاكِثُونَ قوله تعالى : { لَقَدْ جِئْنَـٰكُم بِٱلْحَقّ } يعني : جاءكم جبريل في الدنيا بالقرآن والتوحيد { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقّ كَـٰرِهُونَ } يعني : جاحدون وهو قوله تعالى : { أَمْ أَبْرَمُواْ أَمْراً } قال مقاتل : وذلك حين اجتمعوا في دار الندوة ودخل إبليس عليهم ، وقد ذكرناه في سورة الأنفال فنزل { أَمْ أَبْرَمُواْ أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ } يعني : أجمعوا أمرهم بالشر على النبي - صلى الله عليه وسلم - { فَإِنَّا مُبْرِمُونَ } أي مجمعون أمرنا على ما يكرهون وقال الكلبي : وذلك أن ثلاثة نفر اجتمعوا وقالوا إنه يقول : بأن ربي يعلم السر ، أترى أنه يعلم مَا نقول بيننا ؟ فنزل { أَمْ أَبْرَمُواْ أَمْراً } يعني : أقاموا على المعصية { فَإِنَّا مُبْرِمُونَ } أي معذبون عليها ، قال القتبي : أي أحكموه . والمبرم : المفتول على طاقين ، قوله تعالى : { أَمْ يَحْسَبُونَ } يعني : بل يظنون ، ويقال أيظنون ، والميم صلة { أَنَّا لاَ نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوٰهُم } اللفظ لفظ الاستفهام ، والمراد به التوبيخ ، ومعناه إن الله تعالى يعلم سرهم ونجواهم ، قال ابن عباس : الذين يتناجون خلف الكعبة ، يعني الذين يقولون إن الله لا يسمع مقالتنا ، قال الله تعالى : { بَلَىٰ } يعني : نسمع ذلك { وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ } مقالتهم قوله تعالى : { قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَدٌ فَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْعَـٰبِدِينَ } يعني : الموحدين من أهل مكة ، قال مقاتل : لما نزلت هذه الآية وقرئت عليهم فقال النضر بن الحارث ألا ترونه صدقني فقال له الوليد ما صدقك ، ولكنه يقول ما كان للرحمٰن ولد ، يعني إنَّ إن بمعنى ما ، قال : { فَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْعَـٰبِدِينَ } يعني : الموحدين من أهل مكة ، وقال الكلبي : أنا أول الآنفين أن لله ولداً ، وقال القتبي : إن كان هذا في زعمكم ، فأنا أول الموحدين لأنكم تزعمون أن له ولداً ، فأنَّا أوَّلِ الآنِفين من ذلك فلم توحدوه ، ومن وحد الله فقد عبده ، ومن جعل له ولداً فليس من العابدين كقوله : { وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ } [ الذاريات : 56 ] أي : ليوحدون ، ثم نزه نفسه فقال : { سُبْحَـٰنَ رَبّ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضَ رَبّ ٱلْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ … } .