Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 44, Ayat: 1-8)

Tafsir: Baḥr al-ʿulūm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تبارك وتعالى : { حمۤ وَٱلْكِتَـٰبِ ٱلْمُبِينِ إِنَّا أَنزَلْنَـٰهُ فِى لَيْلَةٍ مُّبَـٰرَكَةٍ } يعني الكتاب أنزلناه في ليلة القدر ، سميت مباركة لما فيها من البركة ، والمغفرة للمؤمنين ، وذلك أن القرآن أنزل جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا في ليلة القدر إلى السفرة ، ثم أنزله جبريل متفرقاً إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم ، ويقال : كان ينزل من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا في ليلة القدر مقدار ما ينزل به جبريل عليه السلام متفرقاً إلى السنة الثانية ، ثم قال { إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ } يعني مخوفين بالقرآن قوله تعالى : { فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ } يعني في ليلة القدر يقضى كل أمر محكم ، ما يكون في تلك السنة إلى السنة الأخرى ، وهذا قول عكرمة ، وروى منصور عن مجاهد قال : فيها يقضى أمر السنة إلى السنة من المصائب والأرزاق وغير ذلك ، وهذا موافق للقول الأول ، ويقال في تلك الليلة ، يفرق يعني ينسخ من اللوح المحفوظ ما يكون إلى العام القابل من الرزق ، والأجل ، والأمراض ، والخصب ، والشدة ، وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال : إنك لتلقى الرجل في الأسواق وقد وقع اسمه في الأموات ثم قرأ هذه الآية { فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ } يعني في تلك الليلة يفرق كل أمر الدنيا إلى مثلها إلى السنة من قابل { أَمْراً مّنْ عِنْدِنَا } يعني قضاء من عندنا ويقال معناه : بأمر من عندنا ، فنزع حرف الخافض فصار نصباً { إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ } يعني الرسل إلى الخلق ، ويقال يعني الملائكة في تلك الليلة { رَحْمَةً مّن رَّبِّكَ } يعني إنزال الملائكة رحمة من الله تعالى ، ويقال الرسالة رحمة من الله تعالى ، ويقال هذا القرآن رحمة لمن آمن به { إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ } لقولهم { ٱلْعَلِيمُ } بهم وبأعمالهم قوله عز وجل { رَبّ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضَ } قرأ أهل الكوفة رب بكسر الباء ، والباقون بالضم ، فمن قرأ بالكسر رده إلى قوله رحمة من ربك رب السموات ، ومن قرأ بالضم رده إلى قوله { إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } رب السماوات ، ويقال على الاستئناف ، ومعناه ، هو ربكم وهو رب السماوات والأرض { وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُمْ مُّوقِنِينَ } يعني مؤمنين بتوحيد الله { لا إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ يُحْييِ وَيُمِيتُ } وقد ذكرناه { رَبُّكُـمْ } أي خالقكم ورازقكم { وَرَبُّ ءابَائِكُمُ ٱلأَوَّلِينَ } يعني هو خالقهم ورازقهم .