Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 48, Ayat: 1-3)

Tafsir: Baḥr al-ʿulūm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تبارك وتعالى : { إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً } يعني قضينا لك قضاء بيناً ، أكرمناك بالإسلام والنبوة ، وأمرناك بأن تدعو الخلق إليه ، قال مقاتل : وذلك أنه لما نزل بمكة { وَمَا أَدْرِى مَا يُفْعَلُ بِى وَلاَ بِكُمْ } وكان المشركون يقولون لم تتبعون رجلاً لا يدري ما يفعل به ولا بمن تابعه ، فلما قدم المدينة ، عيرهم بذلك المنافقون أيضاً ، فعلم الله تعالى ما في قلوب المؤمنين من الحزم وما في قلوب الكافرين من الفرح فنزل { إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً } يعني قضينا لك قضاء بيناً { لّيَغْفِرَ لَكَ ٱللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ } فقال المؤمنون : هذا لك ، فما لنا ؟ فنزل { لِّيُدْخِلَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتِ جَنَّـٰتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَـٰرُ } [ الفتح : 5 ] الآية ، فقال المنافقون فما لنا ؟ فنزل { وَيُعَذِّبَ ٱلْمُنَـٰفِقِينَ وَٱلْمُنَـٰفِقَـٰتِ } [ الفتح : 6 ] الآية ، وقال الزجاج : إنا فتحنا لك ، يعني فتح الحديبية ، والحديبية بئر سمي المكان بها ، والفتح : هو الظفر بالمكان كان بحرب أو بغير حرب ، قال ومعنى الفتح : الهداية إلى الإسلام ، وكان في فتح الحديبية معجزة من معجزات النبي - صلى الله عليه وسلم - وذلك أنها بئر فاستسقى جميع ما فيها من الماء ، ولم يبق فيها شيء فمضمض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم مجه فيها فدرّت البئر بالماء ، ثم قال : { لّيَغْفِرَ لَكَ } قال بعضهم هذه لام كي ، فكأنه قال : لكي يغفر لك { ٱللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ } يعني ذنب آدم { وَمَا تَأَخَّرَ } يعني ذنب أمتك ، وقال القتبي : هذه لام القسم فكأَنه قال { لّيَغْفِرَ لَكَ ٱللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ } ويقال ما كان قبل نزول الوحي وما كان بعده قوله تعالى { وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ } بالنبوة وبإظهار الدين { وَيَهْدِيَكَ صِرٰطاً مُّسْتَقِيماً } يعني يثبتك على الهدى وهو طريق الأنبياء { وَيَنصُرَكَ ٱللَّهُ } يعني لكي ينصرك الله على عدوك { نَصْراً عَزِيزاً } بإظهار الإسلام .