Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 49, Ayat: 1-1)

Tafsir: Baḥr al-ʿulūm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تبارك وتعالى : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تُقَدّمُواْ بَيْنَ يَدَىِ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ } يقال : ( يا ) نداء ، و ( ها ) تنبيه و ( الَّذِينَ ) إشارة و ( آمَنُوا ) مدحه روي عن الضحاك أنه كان يقرأ ( لاَ تَقَدَّمُواْ ) بنصب التاء والدال ، وقراءة العامة ( لاَ تُقَدّمُواْ ) برفع التاء وكسر الدال ، فمن قرأ بالنصب فهو في الأصل : لا تتقدموا ، فحذفت إحدى التاءين لتكون أخف ، ومن قرأ بالضم فهو : من قدم تقدم ، يقال فلان تقدم بين يدي أبيه ، وبين يدي الإمام ، يعني تعجل بالأمر وانتهى دونه ، يعني لا تقدموا الكلام بين يدي الله ورسوله ، ومعناه لا تقولوا قبل أن يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - ويقال معناه : إذا أمرتم بأمر فلا تفعلوه قبل الوقت الذي أمرتم به ، وقال الحسن : إن قوماً ذبحوا قبل أن يصلي النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم النحر ، فأمرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يذبحوا آخر فنزل { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تُقَدّمُواْ بَيْنَ يَدَىِ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ } وقال مسروق كنا عند عائشة يوم الشك فأُتي بلبن فناولتني ، فقلت إني صائم ، فقالت عائشة رضي الله عنها وقد نهي عن هذا ، وقرأت هذه الآية ، وقالت هذه الآية نزلت في الصوم وغيره ، وقال مقاتل نزلت الآية في ثلاثة نفر وذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث سرية وأمر عليهم المنذر بن عمرو ، فخرج بنو عامر بن صعصعة عند بئر معونة فرصدوهم على الطريق وقتلوهم فرجع ثلاثة منهم ، فلما دنوا إلى المدينة خرج رجلان من بني سليم صلحاً لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وقد كان أهداهما ، وكساهما فقالا : نحن من بني عامر ، لأن بني عامر كانوا أقرب إلى المدينة ، فقتلوهما وأخذوا من ثيابهما وجاؤوا بها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فنزل { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تُقَدّمُواْ بَيْنَ يَدَىِ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ } يعني : لا تعجلوا بقتل ولا بأمر حتى تستأمروا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وروي عن الحسن في رواية أخرى ، أنه قال : لا تعملوا بخلاف الكتاب والسنة ، ثم قال : { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } يعني : اخشوا الله عز وجل فيما يأمركم وينهاكم ، ولا تخالفوا أمر الله ورسوله وقوله : { إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } يعني : سميع الدعاء عليم بخلقه ، ويقال : سميع لقول المستأمنين ، عليم بنيات الذين قتلوهما ، وفي الآية بيان رأفة الله عز وجل على عباده حيث سماهم مؤمنين مع معصيتهم .