Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 50, Ayat: 1-1)
Tafsir: Baḥr al-ʿulūm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تبارك وتعالى { قۤ } قال قتادة هو اسم من أسماء الله تعالى . كقوله قادر وقاهر ويقال : هو اسم من أسماء القرآن ، وقال مجاهد : هو افتتاح السورة ، وقال بعضهم " ق " يعني قضي الأمر ، كما قال في " حمۤ " حم الأمر ، والدليل عليه قول الشاعر : @ فقلت لها قفي قالت قاف @@ يعني وقفت ، فذكر القاف ، وأراد به تمام الكلام ، وقال ابن عباس : هو جبل من زمردة خضراء ، محيط بالعالم ، فخضرة السماء منها ، وهي من وراء الحجاب الذي تغيب الشمس من وراءه ، والحجاب دون { ق } بمسيرة سنة ، وما بينهما ظلمة ، وأطراف السماء ملتصقة بها ، ويقال خضرة السماء من ذلك الجبل ، ويقال : " ق " يعني : إن الله عز وجل قائم بالقسط ، ثم قال : { وَٱلْقُرْآنِ ٱلْمَجِيدِ } يعني الشريف وقال الضحاك : هو جبل محدق بالدنيا من زبرجدة خضراء ، وخضرة السماء منها ، ليس في الأرض بلدة من البلدان ، ولا مدينة من المدائن ، ولا قرية من القرى إلا وفيها عرق من عروقها ، وملك موكل عليها واضع كفه بها ، فإذا أراد الله عز وجل بقوم هلاكهم ، أوحى الله عز وجل إلى ذلك الملك ، فحرك منها عرقاً فخسف بهم ، فأقسم الله عز وجل بقاف والقرآن المجيد ، يعني الشريف ، إنكم لمبعوثون يوم القيامة ، لأن أهل مكة أنكروا البعث فصار جواب القسم مضمراً فيه وهو ما ذكرناه : إنكم مبعوثون ، ويجوز أن يكون جواب القسم { قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ ٱلأَرْضُ } [ ق : 4 ] فيكون معناه : ق والقرآن المجيد ، لقد علمنا ما تنقص الأرض ، فحذف اللام لأن ما قبلها عوض عنها ، كما قال { قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّـٰهَا } [ الشمس : 9 ] يعني لقد أفلح ، وقال القتبي : هذا من الاختصار فكأنه قال : قۤ وَٱلْقُرْآنِ ٱلْمَجِيدِ لتبعثن .