Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 54, Ayat: 1-4)

Tafsir: Baḥr al-ʿulūm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { ٱقْتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ } يعني دني قيام الساعة لأن خروج النبي - صلى الله عليه وسلم - كان من علامات الساعة { وَٱنشَقَّ ٱلْقَمَرُ } وذلك أن أهل مكة سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علامة لنبوته فانشق القمر نصفين ، وروي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فانشق القمر نصفين فرأيت حراء بين فلقتي القمر أي شقتي القمر ، وعن جبير بن مطعم قال انشق القمر ونحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة وروى قتادة عن أنس قال سأل أهل مكة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آية فانشق القمر بمكة وقال بعضهم اقتربت الساعة وانشق القمر يعني تقوم الساعة وينشق القمر يوم القيامة وأكثر المفسرين قالوا : إن هذا قد مضى ، وقال عبد الله بن مسعود ما وعد الله ورسوله من أشراط الساعة كلها قد مضى إلا أربعة طلوع الشمس من مغربها ، ودابة الأرض وخروج الدجال ، وخروج يأجوج ومأجوج ثم قال { وَإِن يَرَوْاْ ءايَةً يُعْرِضُواْ } يعني إذا رأوا آية من آيات الله مثل انشقاق القمر يعرضوا عنها ولا يتفكروا فيها { وَيَقُولُواْ سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ } يعني مصنوعاً سيذهب ، ويقال معناه ذاهباً يذهب ثم التئام القمر وقال القتبي : سحر مستمر يعني شديد القوى ، وهو من المرة وهو القتل وقال الزجاج في مستمر قولان قول : ذاهب وقول دائم وقال الضحاك لما رأى أهل مكة انشقاق القمر ، وقال أبو جهل هذا سحر مستمر فابعثوا إلى أهل الآفاق حتى ينظروا إذا رأوا القمر منشقاً أم لا فأخبر أهل الآفاق أنهم رأوه منشقاً قالوا : هذا سحر مستمر يعني استمر سحره في الآفاق قوله عز وجل { وَكَذَّبُواْ } يعني كذبوا بالآية وبقيام الساعة { وَٱتَّبَعُواْ أَهْوَاءهُمْ } في عبادة الأصنام { وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ } يعني كل قول من الله له حقيقة منه في الدنيا سيظهر وما كان منه في الآخرة سيعرف يعني ما وعد لهم من العقوبة ويقال : معناه مستقر لأهل النار عملهم ولأهل الجنة عملهم يعني يعطي لكل فريق جزاء أعمالهم ثم قال { وَلَقَدْ جَاءهُم مّنَ ٱلأَنبَاء } يعني جاء لأهل مكة من الأخبار عن الأمم الخالية { مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ } يعني ما فيه موعظة لهم وزجر عن الشرك والمعاصي .