Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 36-38)
Tafsir: Baḥr al-ʿulūm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ثم قال : { إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ ٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَ } يعني يطيعك ويصدقك الذين يسمعون منك كلام الهدى والمواعظ . قال الزجاج : يعني يسمع سماع قابل ، فالذي لا يقبل كأنه أصم كما قال القائل : أصم عما ساءه سميع . ويقال : فلا تكونن من الجاهلين ، بأنه يؤمن بك بعضهم ، ولن يؤمن بك البعض ، وإنما يؤمن بك الذي وفقه الله للهدى ، وهو أهل لذلك وقال : { إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ ٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَ } يعني يعقلون الموعظة . ثم قال : { وَٱلْمَوْتَىٰ يَبْعَثُهُمُ ٱللَّهُ } أي كفار مكة سماهم الله موتى لأنه لا منفعة لهم في حياتهم { يَبْعَثُهُمُ ٱللَّهُ } يعني يحييهم بعد الموت { ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ } يعني الكفار في الآخرة فينبئهم ، فهذا تهديد لهم . وقوله تعالى : { وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ ءايَةٌ مِّن رَّبّهِ } يعني الكفار قالوا : هلا نزل عليه آية من ربه يعني علامة لنبوته . { قُلْ : إِنَّ ٱللَّهَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَن يُنَزِّلٍ ءايَةً } كما سألوك { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } بأن الله قادر على أن ينزلها . ويقال : لا يعلمون بما في نزول الآية ، لأنه لو نزلت الآية عليهم فلم يؤمنون به ، استوجبوا العذاب . قوله تعالى : { وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ } فذكر الجناحين للتأكيد ، لأنه يقال : طار في الأمر ، إذا أسرع فيه ، فإذا ذكر الجناحين صار تأكيداً له . وقرأ بعضهم ( ولا طائرٌ ) بالضم ، لأن معناه ، وما دابةٌ في الأرض ولا طائرٌ لأن ( من ) زيادة فيكون الطائر عطفاً ورفعاً ، وهي قراءة شاذة ، ثم قال : { إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَـٰلُكُمْ } في الخلق والموت والبعث ، تعرف بأسمائهم { مَّا فَرَّطْنَا } يقول : ما تركنا { فِي ٱلكِتَـٰبِ مِن شَيْءٍ } يعني في اللوح المحفوظ مما يحتاج إليه الخلق ، إلا قد بيناه ، ويقال : في القرآن . قد بين كل شيء يحتاج إليه { ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ } يعني الدواب والطير يحشرون ثم يصيرون تراباً . وروى جعفر بن برقان عن يزيد بن الأصم عن أبي هريرة قال : يَحْشُرُ الله تعالى الخلق كلهم يوم القيامة ، والبهائم والدواب والطيور وكل شيء فيبلغ من عدله أن يأخذ للجَمَّاء من القَرْنَاء ، ثم يقول : كوني تراباً . وعن أبي ذر قال : " انتطحت شاتان عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا أبا ذر ، هل تدري فيما انتطحتا ؟ قلت : لا ، قال : لكن الله تعالى يدري فسيقضي بينهما " وقال بعضهم : هذا على وجه المثل لأنه لا يجري عليهم القلم فلا يجوز أن يؤاخذوا به .