Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 93-94)

Tafsir: Baḥr al-ʿulūm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً ، أَوْ قَالَ : أُوْحِي إِلَيَّ ، وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٍ } . نزلت في مسيلمة الكذاب زعم أن الله تعالى أَوحى إليه وهو قوله { وَمَن قَالَ : سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ ٱللَّهُ } يعني عبد الله بن أبي سرح كان كاتب الوحي فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أملى عليه { سَمِيعاً عَلِيماً } يكتب : عليماً حكيماً ، وإذا أملى عليه : عليماً حكيماً كتب هو سميعاً بصيراً وشك وقال : إن كان محمد - صلى الله عليه وسلم - يوحى إليه فقد أوحي إلي وإن كان ينزل إليه فقد أُنْزِلَ إليّ مثل ما أُنزل إليه فلحق بالمشركين وكفر . وقال الضحاك : هو مسيلمة الكذاب كان يقول : بعث محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى جسيم الأمور وبعثت إلى محقرات الأمور . ويقال : هذا جواب لقولهم : { لَوْ نَشَآءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَـٰذَآ } [ الأنفال : 31 ] . ثم قال : { وَلَوْ تَرَى إِذِ ٱلظَّـٰلِمُونَ } يعني ولو تعلم إذ الكافرون { فِي غَمَرَاتِ ٱلْمَوْتِ } أي في نزعات الموت وسكراته فحذف الجواب لأن في الكلام دليلاً عليه ومعناه لو رأيتهم في عذاب شديد . ثم قال : { وَٱلْمَلاَئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ } بالضرب ويقولون : { أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ } يعني أرواحكم الخبيثة قال الفقيه أبو جعفر قال : حدثنا أبو القاسم أحمد بن حسين قال : حدثنا محمد بن سلمة قال : حدثنا أبو أيوب عن القاسم بن الفضل الحداني عن قتادة عن أسامة بن زهير عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن المؤمن إذا حضره الموت أتته الملائكة بحريرة فيها مسك ومن ضباير الريحان وتسل روحه كما تُسَلُّ الشَّعْرة من العجين ، ويقال لها : يا أيتها النفس الطيبة اخرجي راضية مرضية ومرضيًّا عنك إلى روح الله وكرامته ، فإذا خرجت روحه وُضِعَت على ذلك المسك والريحان وطويت عليه الحريرة وبعث بها إلى عليين وإن الكافر إذا حضر أتته الملائكة بمسح فيه جمرة فتنزع روحه انتزاعاً شديداً ويقال لها : أيتها النفس الخبيثة اخرجي ساخطة ومسخوطة إلى هوان الله وعذابه فإذا خرجت روحه وضعت على تلك الجمرة وإن لها نشيجاً ويطوى عليها المسح ويذهب بها إلى سجين " ثم قال الله تعالى : { ٱلْيَوْمَ تُجْزَوْنَ } يعني إذا بعثوا يوم القيامة . يقال لهم : اليوم تجزون { عَذَابَ ٱلْهُونِ } يعني الهوان أي : الشديد { بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ } في الدنيا { غَيْرَ ٱلْحَقِّ } بأن معه شريكاً { وَكُنتُمْ عَنْ ءايَـٰتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ } يعني عن الإيمان بمحمد - صلى الله عليه وسلم - وبالقرآن ولم تقروا به . قوله تعالى : { وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ } يعني في الآخرة فرادى لا ولد لكم ولا مال . الفرادى جمع فرد ، يعني ليس معكم من دنياكم شيء { كَمَا خَلَقْنَـٰكُمْ } يعني أعطيناكم من المال والولد { وَتَرَكْتُمْ مَّا خَوَّلْنَـٰكُمْ وَرَاء ظُهُورِكُمْ } في الدنيا { وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمْ شُفَعَاءكُمُ } يعني آلهتكم { ٱلَّذِينَ زَعَمْتُمْ } في الدنيا { أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاء } يعني قلتم : لي شريك ولكم شفعاء عند الله { لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ } . قرأ نافع والكسائي وعاصم في رواية حفص : ( بينَكُم ) بالنصب وقرأ الباقون : ( بَيْنُكم ) بالضم فمن قرأ بالضم جعل البَيْن اسماً يعني تقطع وصْلُكم ومودتكم ، ومن قرأ بالنصب فمعناه لقد تقطع ما كنتم فيه من الشركة بينكم ، فيصير نصباً بالظرف . كما تقول : ( أصبحت بينكم ) أي فيما بينكم { وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ } يعني اشتغل عنكم ما كنتم تعبدون وتزعمون أنها شفعاؤكم .