Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 128-131)

Tafsir: Baḥr al-ʿulūm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ ٱسْتَعِينُواْ بِٱللَّهِ } يقال سلوا الله التوفيق { وَٱصْبِرُواْ } يقال اصبروا على أذاهم حتى يأتيكم الفرج { إِنَّ ٱلأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ } يقال أرض مصر ينزلها من يشاء من عباده ويقال الجنة . قرأ عاصم في رواية حفص يُوَرِّثها بالتشديد . وقرأ الباقون بالتخفيف وهما لغتان ورّث وأوْرَث بمعنى واحد . ثم قال { وَٱلْعَـٰقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ } أي : الذين يعملون في طاعة الله تعالى على نور من الله مخافة عقاب الله ورجاء ثواب الله تعالى ، أي آخر الأمر لهم . وروي في الخبر " أن مسيلمة الكذاب كتب إلى النبي عليه السلام كتاباً : من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما بعد فإن الأرض بيني وبينكم نصفان إلا أن العرب قوم يظلمون الناس فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب : أما بعد فإنّ الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين " قوله تعالى : { قَالُواْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِيَنَا } يعني إن قوم موسى قالوا لموسى إنهم قد عذبوا قبل أن تأتينا بالرسالة { وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا } لأن قوم فرعون كانوا يكلفون بني إسرائيل من العمل ما لا يطيقون وكان آل فرعون لا يعرفون شيئاً من الأعمال . وكان بنو إسرائيل حذاقاً في الأشياء والأعمال . فكانوا يأمرونهم بالعمل ولا يعطونهم الأجر ، { فَقَالَ } لهم موسى { عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ } يعني فرعون وقومه { وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ } أي : يجعلكم سكاناً في أرض مصر . من بعد هلاكهم . يقال من بعد هلاك فرعون وقومه { فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ } يعني يبتليكم بالنعمة كما ابتلاكم بالشدة فيظهر عملكم في حال اليسر والشدة لأنه قد وعد لهم بقوله تعالى : { وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ فِي ٱلأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ ٱلْوَارِثِينَ } [ القصص : 5 ] . ويقال فينظر كيف تعملون من بعده . يعني من بعد انطلاق موسى إلى الجبل ، فعبدوا العجل . قوله تعالى : { وَلَقَدْ أَخَذْنَا ءالَ فِرْعَوْنَ بِٱلسّنِينَ } أي : بالجوع والقحط { وَنَقْصٍ مِّن ٱلثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } أي : يتعظون ويؤمنون فلم يتعظوا . قال الله تعالى { فَإِذَا جَاءتْهُمُ ٱلْحَسَنَةُ } يقال الخير والخصب والرخاء { قَالُواْ لَنَا هَـٰذِهِ } يعني : نحن أهل لهذه الحسنة وأحق بها { وَإِن تُصِبْهُمْ سَيّئَةٌ } يعني القحط والبلاء والشدة { يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ } وأصله يتطيروا فأدغمت التاء في الطاء ، كقوله يَذَّكَّرونَ أي : يتشاءمون بموسى ومن معه على دينه قال الله تعالى { أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ ٱللَّهِ } يعني إن الذي أصابهم من عند الله وبفعلهم ، ويقال : إنما الشؤم الذي يلحقهم هو الذي وعدوا به في الآخرة لا ما ينالهم في الدنيا { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } أنه من الله تعالى ولا يعلمون ما عليهم في الآخرة .