Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 17-21)

Tafsir: Baḥr al-ʿulūm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ } وذلك أن المسلمين كانوا يقولون قتلنا فلاناً وقتلنا فلاناً . فأراد الله تعالى أن لا يعجبوا بأنفسهم فقال : { فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ } يقول فما قتلتموهم { وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ قَتَلَهُمْ } يعني الله تعالى نصركم عليهم وأمدكم بالملائكة { وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ } يعني الله تعالى تولى ذلك وذلك حين رمى النبي عليه السلام قبضة من التراب فملأ الله تعالى أعينهم بها فانهزموا . قال الله تعالى { وَمَا رَمَيْتَ } يعني : لم تصب رميتك ولم تبلغ ذلك المبلغ { وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ رَمَىٰ } تعالى : تولى ذلك ويقال : رمى النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد بالحربة فأصاب أبي بن خلف الجمحي فقتله . قرأ حمزة والكسائي وَلَكِنِ اللهُ رمى بكسر النون والتخفيف واللهُ بالضم وكذلك في قوله ولكِنِ اللهُ قتلهم . وقرأ الباقون بنصب النون مع التشديد ونصب ما بعده { وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ رَمَىٰ } . ثم قال : { وَلِيُبْلِيَ ٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَناً } يعني لينصرهم نصراً جميلاً ويختبرهم بالتي هي أحسن ، ويقال ولينعم المؤمنين نعمة بينة { إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } يعني سميع لدعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - وعليم بإجابته . { ذٰلِكُمْ } أي : الهلاك والهزيمة للكفار ، ويقال معناه الأمر من ربكم . ثم إبتدأ فقال : { وَأَنَّ ٱللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ ٱلْكَـٰفِرِينَ } يعني مضعف كيد الكافرين يعني : صنيع الكافرين ببدر . قرأ إبن كثير ونافع وأبو عمرو مُوَهِّنُ كَيْدَ الكافرين بنصب الواو والتشديد منونة . كَيْدَ بنصب الدال وقرأ عاصم في رواية حفص مُوهِنُ كَيْدَ بضم النون بغير تنوين ، كَيْدِ بكسر الدال على معنى الإضافة . وقرأ الباقون مُوهِنٌ كَيْدَ : بالتنوين والتخفيف كَيْدَ بالنصب فالمُوهِنُ والمُوهَنُ واحد ، ويقال وهنت الشيء وأوهنته إذا جعلته واهناً ضعيفاً . ثم قال تعالى : { إِنْ تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَاءكُمُ ٱلْفَتْحُ } يقول إن تستنصروا فقد نصركم الله حين قلتم ، وذلك أن أبا جهل بن هشام قال : اللهم انصر أحب الدينين وأحب الجندين وأحب الفئتين إليك ، فاستجيب دعاؤه على نفسه وعلى أصحابه . ثم قال : { وَإِن تَنتَهُواْ } عن قتاله { فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ } من قتاله ويقال إن أهل مكة حين أرادوا الخروج إلى بدر أخذوا بأستار الكعبة وقالوا : اللهم أي الفئتين أحب إليك فانصرهم فنزل إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح وإن تنتهوا عن قتال محمد - صلى الله عليه وسلم - وعن الكفر { فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ } من الإقامة عليه { وَإِن تَعُودُواْ } لقتال محمد - صلى الله عليه وسلم - { نَعُدْ } على القتل والأسر والهزيمة { وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئتُكُمْ } يعني جماعتكم { شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ } في العدد { وَأَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } يعني معين لهم وناصرهم قرأ نافع وابن عامر وعاصم في إحدى الروايتين وَأَنَّ اللَّهَ بالنصب . والباقون بالكسر ( وَإِنَّ ٱللَّهَ ) على معنى الاستئناف ويشهد لها قراء عبد الله بن مسعود واللهُ مع المؤمنين ثم قال تعالى { يأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } في أمر الغنيمة والصلح { وَلاَ تَوَلَّوْاْ عَنْهُ } يعني لا تعرضوا عن أمره ، ويقال عن طاعته ، ويقال عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - { وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ } المواعظ في القرآن وفي أمر الصلح ، قوله تعالى : { وَلاَ تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ قَالُواْ سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ } يعني لم يفهموا ولم يتفكروا فيما سمعوا ، ويقال قوله : ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا يعني : وهم لا يسمعون يعني : لا يطيعون . قال الكلبي وهم بنو عبد الدار لم يسلم منهم إلا رجلان ، مصعب بن عمير وسويد بن حرملة ، وقال الضحاك ومقاتل : أي سمعنا الإيمان وهم لا يسمعون يعني : المنافقين ثم قال تعالى : { إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَابِّ … }