Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 31-35)

Tafsir: Baḥr al-ʿulūm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ءايَـٰتُنَا } يعني القرآن { قَالُواْ قَدْ سَمِعْنَا } يعني قد سمعنا قولك { لَوْ نَشَاء لَقُلْنَا مِثْلَ هَـٰذَا } أي مثل هذا القرآن { إِنْ هَـٰذَا إِلاَّ أَسَـٰطِيرُ ٱلاْوَّلِينَ } نزلت في شأن نضر بن الحارث كان يحدث عن الأمم الخالية من حديث رستم وإسفنديار ، فقال إن الذي يخبركم محمد مثل ما أحدثكم من أحاديث الأولين وكذبهم . فقال له عثمان بن مظعون اتق الله يا نضر فإنه ما يقول إلاَّ حقاً . فقال النضر بن الحارث قوله تعالى { وَإِذْ قَالُواْ ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ ٱلْحَقُّ مِنْ عِندِكَ } يعني إن كان ما يقول محمد من القرآن حقاً { فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مّنَ ٱلسَّمَاءِ } قال أبو عبيدة : كل شيء في القرآن أمطر فهو من العذاب ، وما كان من الرحمة فهو مطر . وروى أسباط عن السدي قال : قال النضر بن الحارث اللهم إن كان ما يقول محمد حقاً فأمطر علينا حجارة من السماء { أَوِ ٱئْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } فنزل { سَأَلَ سَآئِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ } [ المعارج : 1 ] فأستجيب دعاؤه وقتل في يوم بدر قال سعيد بن جبير قتل النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر ثلاثة صبراً النضر بن الحارث وطعمة بن عدي وعقبة بن أبي معيط ، وكان النضر أسره المقداد ، فقال المقداد يا رسول الله أسيري فقال النبي صلى الله عليه وسلم " إنه كان يقول في الله ورسوله ما يقول " ، فقال يا رسول الله أسيري فقال " اللهم اغن المقداد من فضلك " فقال المقداد هذا الذي أردت فنزل { وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعَذّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ } . وكان ذلك القول من النضر حين كان النبي صلى الله عليه وسلم في مكة . فأخبر الله تعالى أنه لا يعذبهم وأنت بين ظهرانيهم حتى يخرجك عنهم كما أخرج الأنبياء قبلك عن قومهم ثم عذبهم . ثم قال عز وجل { وَمَا كَانَ ٱللَّهُ مُعَذّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } يعني يصلون لله الخمس وهم أهل الإيمان وقال مجاهد : وهم يستغفرون يعني وهم مسلمون . ويقال وفيهم من يؤول مرة إلى الإسلام ، ويقال وهم يستغفرون يعني : وفي أصلابهم من يسلم . وروي عن أبي موسى الأشعري أنه قال : كان أمانان في الأرض رفع الله أحدهما وبقي الآخر . { وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعَذّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ مُعَذّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } وقال عطية : وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم يعني المشركين حتى يخرجك منهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون يعني المؤمنين . ثم عاد إلى ذكر المشركين فقال { وَمَا لَهُمْ أَن لاَّ يُعَذّبَهُمُ ٱللَّهُ } يعني بعد ما أخرج النبي صلى الله عليه وسلم من بينهم { وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ } يعني يمنعون المؤمنين عن المسجد الحرام { وَمَا كَانُواْ أَوْلِيَاءهُ } يعني المشركين . قال الكلبي يعني ما كانوا أولياء المسجد الحرام ، ويقال وما كانوا أولياء الله { إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلاَّ ٱلْمُتَّقُونَ } يعني : ما كان أولياء الله إلا المتقون من الشرك { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } توحيد الله تعالى . ثم قال { وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ } معناه وما لهم ألا يعذبهم الله وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ { عِندَ ٱلْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاءً وَتَصْدِيَةً } يعني لم تكن صلاتهم حول البيت إلاّ مكاءً يعني إلا الصفير ، وتصديةً يعني التصفيق باليدين إذا صلى النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد الحرام . قرأ الأعمش { ما كان صَلاَتهم } بالنصب إلاَّ مكاءٌ وتصديةٌ بالضم . وهكذا قرأ عاصم في إحدى الروايتين . فجعل الصلاة خبر كان . وجعل المكاء والتصدية اسم كان وقرأ الباقون صَلاَتُهُمْ بالضم فجعلوه اسم كان . ومكاءً وتصديةً بالنصب على معنى خبر كان . ثم قال { فَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ } بتوحيد الله تعالى فأهلكهم الله تعالى في الدنيا ولهم عذاب الخلود في الآخرة قوله تعالى : { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ … }